تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٠
وقرأ ابن كثير بتشديد النون وتمكين مد الألف، والباقون بالتخفيف من غير تمكين (1).
فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما: فاقطعوا عنهما الأذى وأعرضوا عنهما بالاغماض والستر.
قيل: هذه الآية سابقة على الأولى نزولا وكان عقوبة الزناة الأذى ثم الحبس، ثم الجلد (2).
وقيل: الأولى في السحاقات، وهذه في اللواطين، والزانية والزاني في الزناة (3).
وكلا القولين مخالف لما نقل عن الأئمة (عليهم السلام). لما ثبت عنهم (عليهم السلام): إن الآية الأولى منسوخة (4).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: كان في الجاهلية إذا زنى الرجل يؤذى، والمرأة تحبس في البيت إلى أن تموت، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: " والزانية والزاني فاجلدوا " الآية (5) انتهى (6).
وفي تفسير العياشي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) ما يؤيده (7).
إن الله كان توابا رحيما: علة للامر بالاعراض وترك المذمة.

(١) قرئ بتخفيف النون وتشديدها، فمن قرأ بالتخفيف فعلى الأصل كقولك: الزيدان والعمران، ومن قرأ بالتشديد فلان الأسماء المبهمة يسقط منها حرف في التثنية، ألا ترى أنك تقول في التثنية:
اللذان. والأصل أن يقال في التثنية اللذيان فما حذفت الياء زادوا نونا وأدغمت في النون عوضا عن المحذوف، وفرقا بين الاسم المبهم وغيره، ونظيره قراءة من قرأ (فذانك برهانان من ربك) بالتشديد لما بينا (البيان لابن الأنباري: ص ٢٤٦).
(٢) نقله البيضاوي: ج ١ ص ٢٠٩ عند تفسيره لآية ١٦ من سورة النساء.
(٣) نقله البيضاوي: ج ١ ص ٢٠٩ عند تفسيره لآية ١٦ من سورة النساء.
(٤) لأنه قال (عليه السلام) (أي في ذيل خبر أبي بصير): قوله: " واللذان يأتيان منكم " قال: يعني البكر إذ أتت الفاحشة التي أتتها هذه الثيب، " فآذوهما "، قال: تحبس، فإن قوله هذا يدل على أنها منسوخة، فإن الحكم في البكر الآن غير هذا - منه دام عزه - (هكذا في هامش النسخة).
(٥) النور: ٢.
(6) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 133 عند تفسيره لآية 15 من سورة النساء.
(7) وهو خبر أبي بصير المتقدم آنفا.
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست