تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٢
أن ينزل بهم سلطان الموت، أو يزين السوء (1).
وفي من لا يحضره الفقيه: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2) في آخر خطبة خطبها: من تاب قبل موته بسنة تاب الله، عليه، ثم قال: وإن السنة لكثيرة، ومن تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه، ثم قال: وإن الشهر لكثير، ومن تاب قبل موته بيوم تاب الله عليه، ثم قال: وإن اليوم لكثير، ومن تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه، ثم قال: وإن الساعة لكثيرة، ومن تاب وقد بلغت نفسه هذه وأهوى بيده إلى حلقه تاب الله عليه (3).
وروى الثعلبي: بإسناده إلى عبادة بن الصامت، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الخبر بعينه إلا أنه قال في آخره: وإن الساعة الكثيرة من تاب قبل أن يغرغر (4) بها تاب الله عليه (5).
وروى أيضا بإسناده عن الحسن قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لما هبط إبليس قال: وعزتك وعظمتك لا أفارق ابن آدم حتى تفارق روحه

(١) من قوله: (أي من زمان قريب) إلى هنا مقتبس من تفسير البيضاوي: ج ١ ص ٢٠٩، فلا حظ.
(٢) وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).. الخ الظاهر أن اختلاف المراتب بحسب اختلاف الكمال، فإن التوبة الكاملة ما يكون مع إصلاح النفس والأعمال بعدها كما قال الله تعالى: " إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم " فإذا كانت قبل الموت بسنة وأصلح أعماله بتدارك ما فات منه حتى يظهر على نفسه وعلى العالمين أنه من التائبين حتى يقتدي به غيره فهو أكمل، وهذا أحد معاني التوبة النصوحة، ولو لم يحصل له توفيق السنة فلا أقل من شهر، وبعده الأسبوع كما في خبر آخر، وبعده اليوم، وآخر مراتبها عند حضور الموت قبل معاينة أمور الآخرة، فإنها لا تقبل بعدها، كما في فرعون وقوله تعالى: " الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ". وقيل:
التغييرات من قبيل النسخ، تفضلا من الله عليه عباده (روضة المتقين: ج ١ ص ٣٤٣).
(٣) من لا يحضره الفقيه: ج ١ ص ٧٩ باب ٢٣ غسل الميت ح ٩.
(٤) فيه: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، أي ما لم تبلغ روحه حلقومه، فيكون بمنزلة الشئ الذي يتغرغر به المريض، والغرغرة: أن يجعل المشروب في الفم ويردد إلى أصل الحلق ولا يبلع (النهاية:
ج 3 ص 360 لغة غرغر).
(5) رواه في مجمع البيان، عن الثعلبي: ج 3 ص 22 عند تفسيره لآية 17 من سورة النساء.
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»
الفهرست