تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٥
في من لا يحضره الفقيه: عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن هذه الآية؟
فقال: ذلك إذا عاين أمر الآخرة (1).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزلت في القرآن أن رعلون (2) تاب حيث لم تنفعه التوبة ولم تقبل منه (3).
وفي تفسير العياشي: عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله:
" وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الان "، قال: هو الفرار تاب حين لم ينفعه التوبة ولم يقبل منه (4).
ولا الذين يموتون وهم كفار: سوى بين من سوف التوبة إلى حضور الموت من الفسقة والكافر وبين من مات على الكفر في نفي التوبة، للمبالغة في عدم الاعتداد بها في تلك الحالة، وكأنه قال: توبة هؤلاء وعدم توبة هؤلاء سواء.
وقيل: المراد بالذين يعملون السوء عصاة المؤمنين، وبالذين يعملون السيئات المنافقون، لتضاعف كفرهم وسوء أعمالهم، وبالذين يموتون الكافر (5).
أولئك اعتدنا لهم عذابا أليما: تأكيد لعدم قبول توبتهم وبيان لتهيئة عذابهم، وأنه يعذبهم متى شاء.
والاعتاد من العتاد، وهو العدة. وقيل: أصله أعددنا، فأبدلت الدال الأولى تاء * * *

(١) من لا يحضره الفقيه: ج ١ ص ٧٩ باب ٢٣ غسل الميت، ح ١٠.
(٢) الظاهر أنه كناية عن أحد الثلاثة، ووجه التعبير غير بين، والظاهر أن يكون رغلان بالراء المهملة والغين المعجمة والألف بدل الواو، لأنه اسم على وزن عثمان كما قد يعبر عنه بفعلان، والله يعلم - منه دام عزه - (كذا في هامش النسخة).
(٣) تفسير علي بن إبراهيم: ج ١ ص ١٣٣ عند تفسيره لآية ١٨ من سورة النساء.
(٤) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٢٨ ح ٦٣.
(٥) من قوله (سوى بين من سوف التوبة) إلى هنا مقتبس من تفسير البيضاوي: ج ١ ص ٢١٠.
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»
الفهرست