تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٠
وفي مجمع البيان: اختلف في المعنى بالسفهاء على أقوال: أحدها أنهم النساء والصبيان، ورواه أبو الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، وثالثها أنه عام في كل سفيه، من صبي أو مجنون أو محجور عليه للتبذير، وقريب منه ما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إن السفيه شارب الخمر ومن جرى مجراه. وقيل:
عنى بقوله: " أموالكم " (أموالهم). وقد روى أنه سئل الصادق (عليه السلام) عن هذا، فقيل: كيف يكون أموالهم أموالنا؟ فقال: إذا كنت أنت الوارث له، انتهى (1).
فعلى هذا يمكن الحمل على عموم النهي عن إيتاء المال إلى السفهاء، وإرادة العموم من إضافة الأموال، بإرادة ما يشمل أموالهم أو مالهم الولاية فيه.
وفي الاخبار ما يدل عليه (2).
وفي تفسير العياشي: عن يونس بن يعقوب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) في قوله الله: " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم "، قال: من لا تثق به (3).
عن إبراهيم بن عبد الحميد قال: " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم " قال: من لا يثق به (4).
عن إبراهيم بن عبد الحميد قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الآية:
" ولا تؤتوا السفهاء أموالكم " قال: كل من يشرب المسكر فهو سفيه (5).
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله (عز وجل): " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم " قال: هم اليتامى ولا تعطوهم أموالهم حتى تعرفوا منهم الرشد قلت: فكيف يكون أموالهم أموالنا؟ فقال: إذا كنت أنت الوارث لهم (6).

(١) مجمع البيان: ج ٢ ص ٧ تلخيص مما ذكره (قدس سره) في معنى الآية.
(٢) قد أشار إلى الاخبار في التبيان: ج ٢ ص ١١٢ في تفسيره لاية ٥ من سورة النساء.
(٣) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٢٠ ح ٢٠.
(٤) لم نعثر عليه في العياشي، والظاهر أنه اشتباه من الناسخ، انظر الرواية التي قبلها والتي بعدها.
(٥) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٢٠ ح ٢٢.
(٦) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٢٠ ح 23.
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 363 364 365 366 ... » »»
الفهرست