تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٩
وبإسناده إلى الرضا (عليه السلام)، عن أبيه، عن علي (عليهما السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لما أسري بي إلى السماء رأيت رحما متعلقة بالعرش تشكو رحما إلى ربها! فقلت لها: كم بينك وبينها من أب؟ فقالت:
نلتقي في أربعين أبا (1).
وفي أصول الكافي: بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): صلوا أرحامكم ولو بالتسليم، يقول الله (تبارك وتعالى): " واتقوا الله " الآية (2) (3).
وبإسناده إلى الرضا (عليه السلام) قال: إن رحم آل محمد، الأئمة (عليهم السلام) المعلقة بالعرش، تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، ثم هي جارية في أرحام المؤمنين، ثم تلا هذه الآية (4) (5).

(١) يقبل منه صلاته، وأمر بالشكر له وللوالدين، فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله. وأمر باتقاء الله الخ).
(١) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج ١ ص ١٩٩، باب ٢٦ ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار النادرة في فنون شتى، ح ٥.
(٢) الكافي: ج ٢ ص ١٥٥ كتاب الايمان والكفر باب صلة الرحم ح ٢٢.
(٣) قوله: (صلوا أرحامكم ولو بالتسليم) دل على أنه ينبغي المبادرة بالسلام على ذوي الأرحام، وأن ظن أنهم لا يردون عليه، والقول بأنه لا يسلم عليهم حينئذ، لأنه يدخلهم في حرام كما ذهب إليه بعض العامة، ليس بشئ لامكان توبتهم وردهم، فلا يترك تلك الخصلة العظيمة والفضيلة الشريفة لمجرد الظن (شرح أصول الكافي للعلامة المازندراني: ج ٩ ص ١٥).
(٤) الكافي: ج ٢ ص ١٥٦ كتاب الايمان والكفر، باب صلة الرحم، ح 26.
(5) " إن الرحم معلقة بالعرش " قيل: تمثيل للمعقول بالمحسوس، وإثبات لحق الرحم على أبلغ وجه، وتعلقها بالعرش، كناية عن مطالبة حقها بمشهد من الله، ومعنى ما تدعو به: كن له كما كان لي، وافعل به ما فعل بي من الاحسان والإساءة، وقيل: محمول على الظاهر، إذ لا يبعد من قدرة الله تعالى أن يجعلها ناطقة، كما ورد أمثال ذلك في بعض الأعمال، أنه يقول: أنا عملك. وقيل: المشهور من تفاسير الرحم: إنها قرابة الرجل من طرفيه، وهي أمر معنوي، والمعاني لا تتكلم ولا تقوم، فكلام الرحم وقيامها وقطعها ووصلها، استعارة لتعظيم حقها وصلة واصلها وإثم قاطعها، ولذا سمي قطعها عقوقا، وأصل العق، الشق، فكأنه قطع ذلك السبب الذي يصلهم. وقيل: يحتمل أن الذي تعلق بالعرش ملك من الملائكة تكلم بذلك عوضا منها بأمر الله سبحانه، فأقام الله ذلك الملك يناضل
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»
الفهرست