وهو نظر إلى مفهوم الآية، لا إلى موضع اللفظ.
وقيل: تفضلا من الله عليهن، فيكون حالا من الصدقات.
وقيل: ديانة، من قولهم: انتحل فلان كذا، إذا دان به، على أنه مفعول له، أو حال من الصدقات، أي دينا من الله شرعه.
قيل: الخطاب للأزواج (1).
وفي مجمع البيان: اختلف فيمن خوطب بقوله: " وآتوا النساء " قيل: هم الأولياء، لان الرجل منهم إذا زوج أيمة أخذ صداقها، دونها، فنهاهم الله عن ذلك، وهو المروي عن الباقر (عليه السلام)، رواه أبو الجارود (2).
فإن طبن لكم عن شئ منه نفسا: الضمير للصداق، حملا على المعنى، أو للايتاء، و " نفسنا " تمييز لبيان الجنس، ولذلك وحدوا المعنى، فإن وهبن لكم شيئا من الصداق عن طيب نفس، لكن جعل العمدة طيب النفس، للمبالغة، وعداه ب " عن " لتضمين معنى التجافي والتجاوز، وقال " منه " بعثا لهن على تقليل الموهوب.
فكلوه هنيئا مريا: فخذوه وأنفقوه حلالا بلا تبعة.
والهنئ والمرئ صفتان، من هنؤ الطعام ومرئ، إذا ساغ من غير غص، أقيمتا مقام مصدريهما، أو وصف بهما المصدر، أو جعلتا حالا من الضمير.
وقد يفرق بينهما، بأن الهنئ ما يلذه الانسان، والمرئ ما يحمد عاقبة (3).
وعلى ما روى سابقا من مجمع البيان، الخطاب للأولياء.
وقيل: إن أناسا يتأثمون أن يقبل أحدهم من زوجته شيئا مما ساق إليها، فنزلت (4).