تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٤
ولقد عفا الله عنهم: لتوبتهم واعتذارهم.
إن الله غفور: للذنوب.
حليم: لا يعاجل بعقوبة المذنب، كي يتوب يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا: يعني المنافقين.
وقالوا لأخونهم: لأجلهم وفيهم. ومعنى إخوتهم اتفاقهم في النسب أو المذهب.
إذا ضربوا في الأرض: إذا سافروا فيها وأبعدوا للتجارة أو غيرها.
وكان حقه (إذ) لقوله: " قالوا " لكنه جاء على حكاية الحال الماضية.
أو كانوا غزى: جمع غاز، كعاف وعفى.
لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا: مفعول " قالوا " وهو يدل على أن إخوانهم لم يكونوا مخاطبين به.
ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم: متعلق ب‍ " قالوا " على أن اللام لام العاقبة، مثلها في " ليكون لهم عدوا وحزنا " (1) أو لا تكونوا أي لا تكونوا مثلهم في النطق بذلك القول والاعتقاد ليجعله حسرة في قلوبهم خاصة، فذلك إشارة إلى ما دل عليه قولهم من الاعتقاد.
وقيل: إلى ما دل عليه النهي، أي لا تكونوا مثلهم، ليجعل الله انتفاء كونكم مثلهم حسرة في قلوبهم، فإن مخالفتهم ومضادتهم مما يغمهم.
والله يحى ويميت: رد لقولهم، أي هو المؤثر في الحياة والممات، لا الإقامة والسفر، فإنه تعالى قد يحيى المسافر والغازي ويميت المقيم والقاعد.
والله بما تعملون بصير: تهديد للمؤمنين على أن يماثلوهم.
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بالياء، على أنه وعيد للذين كفروا.

(٢٦٤)
مفاتيح البحث: النفاق (1)، القتل (1)، النهي (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»
الفهرست