تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٩
[إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون (160)] جعفر (عليه السلام) أن سل فلانا أن يشير علي ويتخير لنفسه (1)، فهو يعلم ما يجوز في بلده وكيف يعامل السلاطين، فإن المشورة مباركة قال الله لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) في محكم كتابه: " فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين " فإن كان ما يقول مما يجوز، كنت أصوب لرأيه، وإن كان غير ذلك رجوت أن أضعه على الطريق الواضح إن شاء الله.
وشاورهم في الامر، قال: يعني الاستخارة (2).
إن ينصركم الله فلا غالب لكم: فلا أحد يغلبكم.
وإن يخذلكم: كما خذلكم يوم أحد.
فمن ذا الذي ينصركم من بعده: من بعد خذلانه، أو من بعد الله، بمعنى إذا جاوز تموه فلا ناصر لكم.
وهذا تنبيه على المقتضى للتوكل، وتحريض على ما يستحق به النصر من الله، وتحذير عما يستجلب خذلانه.
وفي كتاب التوحيد: بإسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - حديث طويل - يقول فيه: فقلت: قوله (عز وجل): " وما توفيقي إلا

(١) لعل المراد من قوله (عليه السلام) (يشير علي) أي سله يظهر لي ما عنده من مصلحتي في أمر كذا (ويتخير لنفسه) أي يتخير لي تخيرا كتخيره لنفسه، كما هو شأن الأخ المحب المحبوب الذي يخشى الله تعالى (كذا في هامش تفسير العياشي) وكذا أيضا في هامش بحار الأنوار مع زيادة قوله: لفظ الحديث اضطراب، (لاحظ البحار ط بيروت ج ٧٢ ص ١٠٣ باب المشورة وقبولها ح ٣٤).
تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٠٤ ح 147.
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»
الفهرست