من نبي: بيان له.
قتل معه ربيون كثير: ربانيون علماء أتقياء، وقيل: الجماعات. والربي منسوب إلى الربة، وهي الجماعة للمبالغة.
وفي مجمع البيان: عن الباقر (عليه السلام) الربيون عشرة آلاف (1).
وفي تفسير العياشي: عن الصادق (عليه السلام) أنه قرأ: وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير، قال: ألوف وألوف ثم قال: أي والله يقتلون (2).
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب (قتل) وإسناده إلى ربيون، أو ضمير النبي ومعه ربيون حال عنه ويؤيد الأول: أنه قرئ بالتشديد، وقرئ ربيون بالفتح على الأصل، وبالضم، وهي من تغييرات النسب كالكسر.
فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله: فما فتروا، ولم ينكسر جدهم لما أصابهم من قتل النبي أو بعضهم.
وما ضعفوا: عن العدو، أو في الدين.
وما استكانوا: وما خضعوا للعدو.
وأصل (استكن) من السكون، لان الخاضع يسكن لصاحبه، ليفعل به ما يريده، والألف من إشباع الفتحة، أو استكون من الكون، لأنه يطلب من نفسه أن يكون لمن يخضع له.
وهذا تعريض بما أصابهم عند الارجاف بقتله (عليه السلام).
والله يحب الصبرين: فينصرهم ويعظم قدرهم.
وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين: أي وما كان قولهم من ثباتهم وقوتهم في الدين وكونهم ربانيين، إلا هذا القول وهو إضافة الذنوب والاسراف إلى أنفسهم، هضما لها، وإضافة لما أصابهم إلى سوء أعمالهم والاستغفار عنها، ثم طلب