غليظ القلب: قاسية.
لا نفضوا من حولك: لتفرقوا عنك ولم يسكنوا إليك.
فاعف عنهم: فيما يختص بك.
واستغفر لهم: فيما لله.
وفي تفسير العياشي: عن صفوان قال: استأذنت لمحمد بن خالد، عن الرضا أبي الحسن (عليه السلام) وأخبرته أنه ليس يقول بهذا القول، وأنه قال: والله لا أريد بلقائه إلا لأنتهي إلى قوله، فقال: ادخله، فدخل فقال له: جعلت فداك أنه كان فرط مني شئ، وأسرفت على نفسي - وكان فيما يزعمون أنه كان، بعينه فقأ وأن أستغفر الله مما كان مني، فأحب أن تقبل عذري وتغفر لي ما كان مني؟ فقال:
نعم أقبل، إن لم أقبل كان ابطال ما يقول هذا وأصحابه - وأشار إلي بيده - ومصداق ما يقول الآخرون، يعني المخالفين، قال الله لنبيه (عليه وآله السلام): " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر " ثم سأله عن أبيه، فأخبره أنه قد مضى واستغفر له (1).
وشاورهم في الامر: في أمر الحرب، إذ الكلام فيه، أو فيما يصح أن يشاور فيه، استظهارا برأيهم، وتطييبا لنفوسهم، وتمهيدا لسنة المشاورة للأمة.
وفي نهج البلاغة قال (عليه السلام): من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها (2).
وفيه قال (عليه السلام): والاستشارة من الهداية فقد خاطر من استغنى برأيه (3).
وفي كتاب التوحيد: بإسناده إلى أبي البختري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،