وذكر يوم أحد: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كسرت رباعيته وإن الناس ولوا مصعدين في الوادي والرسول يدعوهم في أخراهم وأثابهم غما بغم ثم انزل عليهم النعاس، فقلت: النعاس ما هو؟ قال: الهم، فلما استيقظوا قالوا كفرنا (1). والحديث طويل اخذت منه موضع الحاجة.
يغشى طائفة منكم: أي النعاس.
وقرأ حمزة والكسائي بالتاء ردا على الامنة. والطائفة، المؤمنون حقا.
وطائفة هم المنافقون.
قد أهمتهم أنفسهم: أوقعتهم أنفسهم في الهموم، أو ما يهمهم إلا هم أنفسهم وطلب خلاصها.
يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية: صفة أخرى لطائفة، أو حال، أو استئناف على وجه البيان لما قبله.
و " غير الحق " نصب على المصدر، أي يظنون بالله غير الظن الحق الذي يحق أن يظن به، و " ظن الجاهلية " بدله، وهو الظن المختص بالملة الجاهلية وأهلها.
يقولون: أي لرسول الله، وهو بدل من " يظنون ".
هل لنا من الامر من شئ: هل لنا مما أمر الله ووعد من النصر والظفر نصيب قط.
وقيل: أخبر ابن أبي بقتل بني الخزرج، فقال ذلك، والمعنى إنا منعنا تدبير أنفسنا وتصريفها باختيارنا، فلم يبق لنا من الامر شئ، أو هل يزول عنا هذا القهر فيكون لنا من الامر شئ؟
قل إن الامر كله لله: أي الغلبة الحقيقية لله تعالى وأوليائه " فإن حزب الله هم الغالبون " (2)، أو القضاء له يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد وهو اعتراض.