تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٥
قلتم أنى هذا: أي من أين أصابنا هذا، وقد عدنا الله النصر (1).
وفي تفسير العياشي: محمد بن أبي حمزة، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان المسلمون قد أصابوا ببدر مائة وأربعين رجلا، قتلوا سبعين رجلا وأسروا سبعين، فلما كان يوم أحد أصيب من المسلمين سبعون رجلا، قال:
فاغتموا لذلك، فأنزل الله (تبارك وتعالى): " أو لما " الآية (2).
قل هو من عند أنفسكم: باختياركم الفداء يوم بدر، كذا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) رواه في مجمع البيان (3).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: ان يوم بدر قتل من قريش سبعون واسر منهم سبعون، وكان الحكم في الأسارى يوم بدر القتل، فقامت الأنصار، فقالوا: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هبهم لنا ولا تقتلهم حتى نفاديهم، فنزل جبرئيل (عليه السلام) فقال: إن الله قد أباح لهم الفداء أن يأخذوا من هؤلاء القوم ويطلقوهم على أن يستشهد منهم في عام قابل بعدد من يأخذون منه الفداء، فأخبرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا الشرط، فقالوا: قد رضينا به، نأخذ العام الفداء عن هؤلاء ونتقوى به، ويقتل منا في عام قابل بعدد من نأخذ منه الفداء، وندخل الجنة، فأخذوا منهم الفداء وأطلقوهم، فلما كان يوم أحد قتل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سبعون، فقالوا: يا رسول الله ما هذا الذي أصابنا وقد كنت تعدنا النصر؟ فأنزل الله " أو لما أصابتكم " الآية " قل هو من عند أنفسكم " بما اشترطتم يوم بدر (4).
قال البيضاوي: أي مما اقترفته أنفسكم من مخالفة الامر، بترك المركز، فإن

(١) من قوله: (وتخصيصهم) إلى هنا مقتبس من أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي):
لاحظ ج ١ ص ١٩٠ في تفسيره لقوله تعالى: " لقد من الله على المؤمنين ".
(٢) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٠٥ ح 151.
(3) مجمع البيان: ج 2 ص 533 في تفسيره لقوله تعالى: " أو لما أصابتكم " ورواه أيضا في أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1 ص 191 عن علي (عليه السلام) لاحظ تفسيره للآية.
(4) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 126 عند تفسيره لقوله تعالى: " أو لما أصابتكم مصيبة " الآية.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست