تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٧
[ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما أركم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين (152)] ولقد صدقكم الله وعده: أي وعده إياهم بالنصر، بشرط التقوى الصبر. وكان كذلك حتى خالف الرماة، فإن المشركين لما أقبلوا جعل الرماة يرشقونهم والباقون يضربونهم بالسيف حتى انهزموا والمسلمون على آثارهم.
إذ تحسونهم بإذنه: تقتلونهم، من حسه، إذا أبطل حسه.
حتى إذا فشلتم: جبنتم وضعف رأيكم، أو ملتم إلى الغنيمة، فإن الحرص من ضعف العقل.
وتنازعتم في الامر: يعني اختلاف الرماة حين انهزم المشركون، فقال بعضهم: فما موقفنا ههنا؟ وقال الآخرون: لا نخالف أمر الرسول، فثبت مكانه أميرهم في نفر دون العشرة ونفر الباقون للنهب، وهو المعنى بقوله:
وعصيتم من بعد ما أركم ما تحبون: من الظفر والغنيمة وانهزام العدو.
وجواب (إذا) محذوف، وهو امتحانكم.
منكم من يريد الدنيا: وهم التاركون المركز للغنيمة.
ومنكم من يريد الآخرة: وهم التائبون، محافظة على أمر الرسول.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا " يعنى أصحاب عبد الله بن جبير الذين
(٢٥٧)
مفاتيح البحث: علي بن إبراهيم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست