تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٦
يوبخونه. ثم رحل النبي (صلى الله عليه وآله) والراية مع علي (عليه السلام) وهو بين يديه، فلما أن أشرف بالراية من العقبة ورآه الناس نادى علي (عليه السلام) أيها الناس هذا محمد لم يمت ولم يقتل، فقال صاحب الكلام الذي قال (الآن يسخر بنا وقد هزمنا) هذا علي والراية بيده، حتى هجم عليهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ونساء الأنصار في أفنيتهم على أبواب دورهم، وخرج الرجال إليه يلوذون به ويثوبون إليه (1)، والنساء، نساء الأنصار قد خدشن الوجوه ونشرن الشعور، وجززن النواصي، وخرقن الجيوب، وخرمن البطون (2) على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما رأينه قال لهن خيرا، وأمرهن أن يستترن ويدخلن منازلهن، وقال: إن الله (عز وجل) وعدني أن يظهر دينه على الأديان كلها، وأنزل الله على محمد (صلى الله عليه وآله) " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا " (3).
وفي روضة الكافي: خطبة مسندة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام). وهي خطبة الوسيلة يقول فيها (عليه السلام): حتى إذا دعا الله عز وجل: نبيه ورفعه إليه (4)، لم يك ذلك (5).

(١) ويثوبون إليه) في أكثر النسخ بالثاء المثلثة، أي يرجعون، وفي بعضها بالتاء المثناة أي يتوبون ويعتذرون من الهزيمة وترك القتال.
(٢) (وحر من البطون) في أكثر النسخ بالحاء والزاي المعجمة، أي كن شددن بطونهن لئلا تبدوا عوراتهن لشق الجيوب، من قولهم حرمت الشئ أي شددته. وفي بعضها حرص بالحاء والصاد المهملتين أي شققن وخرقن، يقال: حرص القصار الثوب أي خرقه بالدق، وفي بعضها بالحاء والضاد المعجمة على وزن التفعيل، يقال: احرضه المرض إذا أفسد بدنه وأشفا على الهلاك (مرآة العقول في بيان ما جرى في غزوة أحد) ص ٤٠٤.
(٣) الكافي: ج ٨ ص ٣١٨ ح 502.
(4) (حتى إذا دعا الله نبيه (صلى الله عليه وآله) أي إلى رحمته ورضوانه).
(5) (لم يك ذلك) أي المذكور من أحوالهم الدالة على استقامتهم ظاهر نفس المصدر السابق (شرح روضة الكافي العلامة المازندراني: ج 11 ص 261).
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست