تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٨
بمقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ممن اختاره الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لمقامه، وأن مهاجر آل أبي قحافة خير من المهاجر الأنصاري الرباني، ناموس هاشم بن عبد مناف (1) (2).
علي بن محمد، عن علي بن العباس، عن علي بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وقال: لأعداء الله أولياء الشيطان، أهل التكذيب والانكار " قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين " (3) (4) يقول: متكلفا أن أسألكم ما لستم بأهله، فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض:
أما يكفي محمدا أن يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا، فقالوا: ما أنزل الله هذا، وما هو إلا شئ يتقوله، يريد أن يرفع أهل بيته على رقابنا، ولئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته، ثم لا نعيدها فيهم أبدا (5).

(١) علمائهم المشهورين، دلت على أنهم غصبوا الخلافة منه (عليه السلام) وظلموه، قال أبو عبد الله الابي في شرح مسلم: ونقل عن بعض أصحابه أيضا: أنه لم يكن بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أحد يماثله أو يدانيه ويقاربه في صفات كماله، وأنه كان في كل واحدة من صفات الكمال فائقا على جميع الأمة، وأنه كان أولى باستحقاق الخلافة والإمامة من الجميع، إلا أنه أجمعت الصحابة على أبي بكر، مع أنه ذكر في الشرح المذكور: أن كثيرا من الصحابة لم يبايعوا صاحبهم، وعدهم بأسمائهم.
(١) (وأن مهاجر آل أبي قحافة إلى قوله: ناموس هاشم بن عبد مناف) المراد به ذاته المقدسة، الناموس صاحب سر الملك، والحاذق، وقيل: صاحب سر الخير. وفيه إشارة إلى مفاخر هاشم، وقد كان في حسن الظاهر والباطن والكرم والأخلاق والعلم والعفاف مشهورا في العرب نفس المصدر السابق، (٢) الكافي: ج ٨ ص ٢٩، خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وهي خطبة الوسيلة.
(٣) ص: ٨٦.
(٤) (قل ما أسألكم عليه من أجر) مطلقا حتى أجر المودة، لعدم قبولكم إياه. وهذا من باب نفي الشئ لانتفاء ثمرته (وما أنا من المتكلفين) الذين يتصنعون وينتحلون ما ليس لهم، (يقول: ما أنا متكلفا أن أسألكم ما لستم بأهله) من أجر المودة، وإذا لم يكونوا من أهله، لم يكن (صلى الله عليه وآله وسلم) من أهل سؤاله عنهم، لانتفاء فائدته (فقالوا: وما هو إلا شئ يتقوله) في القاموس: تقول قولا: ابتدعه كذبا (من شرح روضة الكافي للعلامة المازندراني: ج ١٢ ص ٥٢١ ح ٥٧٤).
(٥) الكافي: ج ٨ ص ٣٧٩ قطعة من ح 574.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست