تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٢
أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقبكم: إنكار لارتدادهم وانقلابهم على أعقابهم عن الدين، لخلوه بموت أو قتل بعد علمهم بخلو الرسل قبله وبقاء دينهم متمسكا به.
وقيل: الفاء للسببية والهمزة للانكار أن يجعلوا خلو الرسل قبله سببا لانقلابهم على أعقابهم بعد وفاته (1).
وفي روضة الكافي: حنان عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) إلا ثلاثة قلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي (رحمة الله وبركاته عليهم " (2)، ثم عرف أناس بعد يسير (3)، وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا، وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤوا بأمير المؤمنين (عليه السلام) مكرها فبايع، وذلك قول الله (عز وجل): " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين " (4).
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن الحسين

(١) أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج ١ ص ١٨٤ في تفسيره لقوله تعالى: " أفإن مات أو قتل " الآية.
(٢) قال الشيخ القرطبي في شرح مسلم: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله أمرني أن أحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم علي وأبو ذر والمقداد وسلمان (شرح الروضة للعلامة المازندراني:
ج ١٢ ص ٣٢٢).
(٣) قوله: (ثم عرف أناس بعد يسير) يسير بالجز على الإضافة، أي بعد زمان قليل، أو بالرفع صفة لأناس، ولفظة (بعد) على الأول للتقييد وعلى الثاني للتأكيد، وقال: (هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا) أي رحا الاسلام، شبههم بقطب الرحا في توقف نظام الاسلام وجريانه عليهم، (وذلك قول الله عز وجل) ذلك إشارة إلى ارتداد الأمة وبقاء قليل على الاسلام، وهم المقرون بنعمة الله التي هي الولاية الشاكرون عليها (شرح روضة الكافي للعلامة المازندراني: ج ١٢ ص ٣٢٢ في شرحه لحديث ٣٤١).
(٤) الكافي: ج ٨ ص ٢٤٥ ح 341.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست