تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٩
واعلم أن فلانا وفلانا من أهل الانقلاب على الأعقاب بعد موت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - لما رواه محمد بن يعقوب (رحمه الله)، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عنهما؟ فقال: يا أبا الفضل لا تسألني عنهما، فوالله ما مات منا ميت إلا ساخط عليهما، وما منا اليوم إلا ساخط عليهما يوصي بذلك الكبير منا الصغير، لأنهما ظلمانا حقنا وضيعانا فيئنا، وكانا أول من ركب أعناقنا (1)، وفتقا علينا فتقا في الاسلام لا يسد أبدا حتى يقوم قائمنا ثم قال: أما والله لو قد قام قائمنا أو يتكلم (2) متكلمنا، لأبديا من أمورهما ما كان يكتم (3)، ولكتما من أمورهما (4) ما كان يظهر، والله ما أمست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما سببا أولها، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (5).
وفي تفسير العياشي: عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه سئل عمن قتل، أمات؟
قال: لا، الموت موت والقتل قتل، قيل: ما أحد يقتل إلا وقد مات، فقال: قول الله أصدق من قولك، فرق بينهما في القرآن، قال: " أفإن مات أو قتل " وقال " لئن متم أو قتلتم لالى الله تحشرون " (6) وليس كما قلت: الموت والقتل قتل، قيل: فإن الله يقول: " كل نفس ذائقة الموت " (7) قال: من قتل لم يذق الموت، ثم قال: لا بد من أن يرجع حتى يذوق الموت (8).

(١) كناية عن التسلط والغلبة عليهم، وإيصال المكروه والشدة إليهم: مرآة العقول، شرح روضة الكافي: ص ٣٢٩ ح ٣٤٠.
(٢) قوله: (أو يتكلم) لعل كلمة (أو) بمعنى الواو كما يدل عليه ذكره ثانيا بالواو. ويحتمل أن يكون الترديد من الراوي. أو يكون المراد بالقائم، الإمام الثاني عشر (عليه السلام) كما هو المتبادر، وبالمتكلم من تصدى لذلك قبله (عليه السلام) منهم (عليهم السلام) نفس المصدر السابق (٣) قوله: (ما كان يكتم) على البناء للمفعول، أي من فسقهما وكفر هما وبدعهما نفس المصدر السابق.
(٤) قوله: (ويكتم من أمور هما) أي أظهر بطلان ما كان العامة من عدلهما وخلافتهما. أو أن بعض المنافقين إذا اعتقدوا ذلك كمتوها ولم يظهروها، خوفا منه نفس المصدر السابق.
(٥) الكافي: ج ٨ ص ٢٤٥ ح ٣٤٠.
(٦) آل عمران: ١٥٨ و ١٨٥ (٧) آل عمران: ١٥٨ و ١٨٥ (٨) لم نعثر على حديث مرسل عن أبي جعفر (عليه السلام) بهذه الألفاظ في تفسير العياشي المطبوع، والأحاديث المنقولة فيه عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) بتفاوت في العبارات، لاحظ تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٠٢ ح 161 وص 210 ح 170.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»
الفهرست