واعلم أن فلانا وفلانا من أهل الانقلاب على الأعقاب بعد موت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - لما رواه محمد بن يعقوب (رحمه الله)، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عنهما؟ فقال: يا أبا الفضل لا تسألني عنهما، فوالله ما مات منا ميت إلا ساخط عليهما، وما منا اليوم إلا ساخط عليهما يوصي بذلك الكبير منا الصغير، لأنهما ظلمانا حقنا وضيعانا فيئنا، وكانا أول من ركب أعناقنا (1)، وفتقا علينا فتقا في الاسلام لا يسد أبدا حتى يقوم قائمنا ثم قال: أما والله لو قد قام قائمنا أو يتكلم (2) متكلمنا، لأبديا من أمورهما ما كان يكتم (3)، ولكتما من أمورهما (4) ما كان يظهر، والله ما أمست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما سببا أولها، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (5).
وفي تفسير العياشي: عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه سئل عمن قتل، أمات؟
قال: لا، الموت موت والقتل قتل، قيل: ما أحد يقتل إلا وقد مات، فقال: قول الله أصدق من قولك، فرق بينهما في القرآن، قال: " أفإن مات أو قتل " وقال " لئن متم أو قتلتم لالى الله تحشرون " (6) وليس كما قلت: الموت والقتل قتل، قيل: فإن الله يقول: " كل نفس ذائقة الموت " (7) قال: من قتل لم يذق الموت، ثم قال: لا بد من أن يرجع حتى يذوق الموت (8).