وفي عطف " اختلفوا " على " تفرقوا " دلالة على أن الاختلاف إذا كان بحيث يوجب التفرق، يوجب ذلك، لا مطلقا، كاختلاف الشيعة في بعض الفروع.
وأولئك لهم عذاب عظيم: وعيد للذين تفرقوا، وتهديد على التشبه بهم.
يوم تبيض وجوه وتسود وجوه: نصب بما في " لهم " من معنى الفعل، أو بإضمار (أذكر).
وبياض الوجه وسواده كنايتان عن ظهور بهجة السرور وكآبة الخوف.
وقيل: يوسم أهل الحق ببياض الوجه والصحيفة وإشراق البشرة، وسعي النور بين يديه وبيمينه، وأهل الباطل بأضداد ذلك (1) وفي الاخبار دلالة على ذلك (2).
فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمنكم: أي فيقال لهم: " أكفرتم " والهمزة للتوبيخ والتعجب من حالهم.
في مجمع البيان: عن أمير المؤمنين (عليه السلام): إنهم أهل البدع والأهواء والآراء الباطلة من هذه الأمة (3).
وعن الثعلبي في تفسيره: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: والذي نفسي بيده ليردن علي الحوض ممن صحبني أقوام حتى إذا رأيتهم اختجلوا (4) دوني، فلأقولن: أصيحابي أصيحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقهري (5).
فذوقوا العذاب: أمر إهانة.
بما كنتم تكفرون: بسبب كفركم.
وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله: يعني الجنة والثواب المخلد، عبر