تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٩٦
عن ذلك بالرحمة: تنبيها على أن المؤمن وإن استغرق عمره في طاعة الله، لا يدخل الجنة إلا برحمته وفضله.
قيل: كان حق الترتيب أن يقدم ذكرهم، ولكن قصد أن يكون مطلع الكلام ومقطعه حلية المؤمنين وثوابهم (1).
هم فيها خلدون: أخرجه مخرج الاستئناف، للتأكيد، كأنه قيل: كيف يكونون فيها؟ فقال، هم فيها خالدون.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الجارود، عن عمران بن هيثم، عن مالك بن أبي حمزة، عن أبي ذر (رحمه الله) قال: لما نزلت هذه الآية: " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يرد علي أمتي يوم القيامة على خمس رايات، فراية مع عجل هذه الأمة، فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا، وأما الأصغر فعاديناه وأبضغناه وظلمناه، فأقول: ردوا النار ظلماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم يرد علي راية مع فرعون هذه الأمة فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه، وأما الأصغر فعاديناه وقاتلناه، فأقول: ردوا النار ظلماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم يرد علي راية مع سامري هذه الأمة فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فعصيناه وتركناه، وأما الأصغر فخذلناه وضيعناه فأقول: ردوا النار ظلماء مظمئين مودة وجوهكم، ثم يرد علي راية ذي الثدية مع أول الخوارج وآخرهم فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فمزقناه وبرئنا منه وأما الأصغر فقاتلناه وقتلناه، فأقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم يرد علي راية إمام المتقين وسيد المرسلين وقائد الغر المحجلين ووصي رسول رب العالمين، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فاتبعناه وأطعناه، وأما الأصغر

(1) نقله في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 176 في تفسيره لقوله تعالى:
" أما الذين ابيضت ".
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست