نصرهما أعزه الله ومن خذلهما خذله الله تعالى (1).
وفي نهج البلاغة: قال (عليه السلام): انهوا عن المنكر وتناهوا عنه، فإنما أمرتم بالنهي بعد التناهي (2).
وفيه: لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين به (3).
وفي تفسير العياشي: عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في قوله تعالى: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " قال: في هذه الآية تكفر أهل القبلة بالمعاصي لأنه من لم يكن يدعو إلى الخيرات ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من المسلمين فليس من الأمة التي وصفها لله لأنكم تزعمون أن جميع المسلمين من أمة محمد وقد بدت هذه الآية وقد وصفت أمة محمد بالدعاء إلى الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن لم يوجد فيه الصفة التي وصفت بها فكيف يكون من الأمة وهو على خلاف ما شرطه الله على الأمة ووصفها به (4).
واعلم أن الداعي إلى كل خير والآمر بكل معروف والناهي عن كل منكر، لا يكون إلا معصوما وعالما بكل خير ومعروف ومنكر، ويجب وجوده ونصبه في كل زمان على الله تعالى، إذ لا يمكن لاحد العلم بعصمة أحد إلا من طريق النص.
وأما الامر بمعروف علم من الشرع كونه معروفا والنهي عن منكر علم من الشرع كونه منكرا، فيجب على كل من يقدر عليه كفاية، وفي بعض الأخبار السابقة.
دلالة عليه.