يدعوهم إلى الخير وآمر يأمرهم بالمعروف، وناه ينهاهم عن المنكر.
وفي لفظ " منكم " إشعار بأنه غير النبي، فيجب من دلالة الآية: أن يكون أمة غير النبي يكون نفسه معصوما ويعلم كل خير وكل معروف وكل منكر، يدعو ويأمر وينهى.
وفي الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن يزيد، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: أخبرني عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله، أهو لقوم لا يحل إلا لهم، ولا يقوم به إلا من كان منهم، أم هو مباح لكل من وحد الله (عز وجل) وآمن برسوله (صلى الله عليه) وآله) ومن كان كذا فله أن يدعو إلى الله (عز وجل) وإلى طاعته وأن يجاهد في سبيله؟ فقال: ذلك لقوم لا يحل إلا لهم، ولا يقوم بذلك إلا من كان منهم. قلت:
من أولئك؟ قال: من قام بشرائط الله (عز وجل) في القتال والجهاد على المجاهدين، فهو مأذون له في الدعاء إلى الله تعالى. ومن لم يكن قائما بشرائط الله (عز وجل) في الجهاد على المجاهدين، فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء إلى الله حتى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد، إلى أن قال (عليه السلام): ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم وليس من المظلومين، وليس بمأذون له في القتال ولا بالنهي عن المنكر والامر بالمعروف، لأنه ليس من أهل ذلك ولا مأذون له في الدعاء إلى الله تعالى، لأنه ليس مجاهد مثله وأمر بدعائه إلى الله، ولا يكون مجاهدا من قد أمر المؤمنون بجهاده، وحظر الجهاد عليه ومنعه منه، ولا يكون داعيا إلى الله تعالى من أمر بدعاء مثله إلى التوبة والحق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يأمر بالمعروف من قد أمر أن يؤمر به، ولا ينهى عن المنكر من قد أمر أن ينهى عن. وفي هذا الحديث يقول (عليه السلام): ثم ذكر من أذن له في الدعاء إليه بعده وبعد رسوله في كتابه فقال: " ولتكن منكم أمه يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " ثم أخبر عن هذه الأمة وممن هي وأنها من ذرية إبراهيم (عليه السلام) ومن ذرية إسماعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط الذين وجبت لهم الدعوة، دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل المسجد الذين أخبر.