تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٩٧
فأحببناه وواليناه ونصرناه حتى أهرقت فيه دماءنا، فأقول: ردوا الجنة رواة مرويين مبيضة وجوهكم، ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يوم تبيض وجوه " - إلى قوله - " خالدون " (1).
وفي روضة الكافي: خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وهي خطبة الوسيلة، يقول فيها: وعن يسار الوسيلة، عن يسار رسول الله (صلى الله عليه وآله) ظلة يأتي منها النداء، يا أهل الموقف طوبى لمن أحب الوصي وآمن بالنبي والامي، والذي له الملك الاعلى لا فاز أحد ولا نال الروح والجنة إلا من لقي خالقه بالاخلاص لهما والاقتداء بنجومهما، فأيقنوا يا أهل ولاية الله ببياض وجوهكم وشرف مقعد كم وكرم مآبكم، وبفوزكم اليوم على سرر متقابلين، ويا أهل الانحراف والصدود عن الله - عز ذكره - ورسوله وصراطه وأعلام الأزمنة أيقنوا بسواد وجوهكم وغضب ربكم جزاء بما كنتم تعملون (2) (3).
وفي كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل يذكر فيه الوسيلة ومنزلته (صلى الله عليه وآله) ومنزلة علي (عليه السلام) يقول فيه: فيأتي النداء من عند الله (عز وجل) يسمع النبيين وجميع الخلق: هذا حبيبي محمد وهذا وليي علي طوبى لمن أحبه وويل لمن أبغضه وكذب عليه، قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي فلا يبقى يومئذ في مشهد القيامة أحد يحبك إلا استروح إلى هذا الكلام، وابيض

(١) تفسير علي بن إبراهيم: ج ١ ص ١٠٩ في تفسيره لقوله تعالى: " وأما الذين ابيضت وجوهم " الآية.
(٢) الكافي: ج ٨ ص ٢٥ خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وهي خطبة الوسيلة.
(3) (عن يسار الرسول ظلة) في بعض النسخ (ظلمة). (له الملك الاعلى) وهي الجنة والسعادة العظمى (والاقتداء بنجومهما) المراد بها الأئمة الأئمة (عليهم السلام)، لأنهم نجوم يهتدي بهم أهل الأرض في تيه الجهالة (فأيقنوا يا أهل ولاية الله ببياض وجوهكم) المراد بولاية الله ولايته وولاية من أمر بولايته.
وفيه تبشير للتابعين له (عليه السلام) بقرب المنزلة وشرف المقام وتحريض لهم على المتابعة، كما أن ما بعده إنذار للمخالفين ببعد المرتبة وسوء المقام وتخويف لهم عن المخالفة، لعله يتذكر من يتذكر ويخشى (شرح الروضة للعلامة المازندراني: ج 11 ص 242).
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست