تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٩١
عنهم في كتابه أنهم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا الذين وصفناهم قبل هذا في صفة أمة محمد (صلى الله عليه وآله)، الذين عناهم الله في قوله: " ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " (1) يعني من اتبعه على الايمان به، والتصديق له وبما جاء به من عند الله تعالى من الأمة التي بعث فيها ومنها وإليها قبل الخلق ممن لم يشرك بالله قط، ولم يلبس إيمانه بظلم وهو الشرك (2).
علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: وسئل عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، أواجب هو على الأمة جميعا؟ فقال: لا، فقيل له: ولم؟ قال: إنما هو على القوي المطاع، العالم بالمعروف من المنكر، لا على الضعفة الذين لا يهتدون سبيلا، إلى أي من أي يقول إلى الحق من الباطل والدليل على ذلك كتاب الله تعالى قوله: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " فهذا خاص غير عام كما قال الله تعالى: " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " (3) ولم يقل على أمة موسى، ولا على قومه، وهم يومئذ أمم مختلفة، والأمة واحدة فصاعدا، كما قال الله تعالى:
" إن إبراهيم كان أمة قانتا لله " (4) يقول: مطيعا لله تعالى (5). والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) وفي قوله: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير " فهذه لآل محمد ومن تابعهم يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف، ينهون عن المنكر (6).
وفي كتاب الخصال: عن يعقوب بن يزيد بإسناده رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله تعالى، فمن

(١) يوسف: ١٠٨.
(٢) الكافي: ج ٥ ص ١٣ كتاب الجهاد، باب من يجب عليه الجهاد ومن لا يجب، قطعة من ح ١ والحديث طويل.
(٣) الأعراف: ١٥٨.
(٤) النحل: ١١٩.
(٥) الكافي: ج ٥ ص ٥٩ كتاب الجهاد، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ح 16.
(6) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 108 في تفسير لقوله تعالى: " ولتكن منكم أمة ".
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست