تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٩٤
[ولا تكونوا كالذين تفرقوا أو اختلفوا من بعد ما جاء هم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم (105) يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمنكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (106) وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خلدون (107)] المعاصي ولم يغضبوا الغضبي (1).
وفي شرح الآيات الباهرة: روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
" ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " نحن هم صدق الله ورسوله لأن هذه الصفات من صفات الأئمة (صلوات الله عليهم)، لأنهم معصومون والمعصوم لا يأمر بطاعة إلا وقد ائتمر بها ولا ينهى عن المعصية إلا وقد انتهى عنها، كما قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه وآله) والله ما أمرتكم بطاعة إلا وقد ائتمرت بها ولا نهيتكم عن معصية إلا وقد انتهيت عنها (2).
ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا: كاليهود والنصارى اختلفوا في التوحيد والتنزيه وأحوال الآخرة.
من بعد ما جاء هم البينات: في موضع الحال من فاعل الفعل السابق، وهي الآيات والحجج المبينة للحق الموجبة للاتفاق عليه.
وفي الآية دلالة على كفر من اختلف وتفرق عن الحق بعد مجئ البينة.

(١) التهذيب: ج ٦ ص ١٨١ باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ح ٢١ وفي الكافي: ج ٥ ص ٥٥ كتاب الجهاد، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ح 1.
(2) لا يوجد لدينا هذا الكتاب بل وجدناه في تأويل الآيات الطاهرة: ص 124.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست