تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٩٨
[تلك آيات الله نتلو ها بالحق وما الله يريد ظلما للعلمين (108) ولله ما في السماوات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور (109) كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثر هم الفاسقون (101)] وجهه وفرح قلبه، ولا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك أو حربا أو جحد لك حقا إلا اسود وجهه واضطربت قدماه (1).
تلك آيات الله: الواردة في وعده ووعيده.
نتلوها عليك بالحق: متلبسة بالحق لا شبهة فيها.
وما الله يريد ظلما للعلمين: إذ يستحيل منه الظلم، إذا فاعل الظلم إما جاهل بقبحه أو محتاج إلى فعله، وتعالى الله عن الجهل والحاجة.
ولله ما في السماوات وما في الأرض: ملكا وملكا وخلقا.
وإلى الله ترجع الأمور: فيجازي بما وعده وأوعده.
كنتم خير أمة: كان مجردة عن الزمان وتعم الزمنة، غير متخصص بالماضي كقوله: " وكان الله غفورا رحيما " (2).
وقيل: " كنتم " في علم الله، أوفي اللوح المحفوظ، أو فيما بين الأمم المتقدمين (3).

(١) علل الشرائع: ج ١ ص ١٥٩، باب ١٠ العلة التي من أجلها صار علي بن أبي طالب قسيم الله بين الجنة والنار، ح ٦.
(٢) النساء: ١٥٢.
(3) أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي) ج 1 ص 176 نقله في تفسيره لقوله تعالى: " كنتم خير أمة ".
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست