تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٩٩
أخرجت للناس: أظهرت لهم، أي لانتفاعهم.
والمراد الأئمة (عليهم السلام).
تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر: استئناف بين به كونهم خير أمة، أو خبر ثان ل‍ " كنتم "، أو حال.
وتؤمنون بالله: يتضمن الايمان بكل ما يجب أن يؤمن به.
إنما يحق ويعتد به إذا حصل الايمان بكل ما أمر أن يؤمن به، وإنما أخره وحقه أن يقدم؟ لأنه قصد بذكره الدلالة على أنهم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر إيمانا بالله وتصديقا به وإظهارا لدينه.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قرأت على أبي عبد الله (عليه السلام) " كنتم خير أمة "، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): خير أمة يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين ابني علي (عليهم السلام)؟! فقال القارئ: جعلت فداك كيف نزلت؟
فقال: نزلت خير أئمة أخرجت للناس (1)، وألا ترى مدح الله لهم " تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " (2).
وروى العياشي: عنه (عليه السلام) قال: في قراءة علي (عليه السلام)، كنتم خير أئمة أخرجت للناس قال: هم آل محمد (صلى الله عليه وآله) (3).
وفي تفسير العياشي: أبو بصير، عنه (عليه السلام) قال: قال: إنما نزلت هذه

(١) قد تقدم ان المقصود هو مورد النزول، اي أن المراد بالأمة في هذه الآية ليست جميع الأمة، بل البعض وهم الأئمة فالخطاب وإن كان عاما، لكن المقصود هم القادة المسؤولون، بدليل وصفهم بالقيام بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر. إذ القيام بهذه الوظيفة انما هو من شؤون الزعامة وظيفة ذاتية اوليه.. وهذا نظير الامر بقطع يد السارق وجلد الزاني ونحو ذلك، فان الخطاب وإن كان عاما، لكن المقصود بهذا التكليف هم أولياء الامر لا غيرهم.
ومن ثم فان المصنف قال - بصدد الجمع -: أي بهذا المعنى نزلت.
(٢) تفسير علي بن إبراهيم: ج ١ ص ١١٠ في تفسيره لقوله تعالى: " كنتم خير أمة " الآية.
(٣) تفسير العياشي: ج ١ ص ١٩٥ ح 128.
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست