تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٥٦
إبراهيم جميعا عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " وبالوالدين إحسانا " (1) ما هذا الاحسان؟
فقال: الاحسان أن تحسن صحبتهما (2)، وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه، وإن كانا مستغنيين، أليس الله (عز وجل) يقول: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " (3).
وفي تفسير العياشي: عن مفضل بن عمر قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ومعي شئ فوضعته بين يديه فقال: ما هذا؟ فقلت: هذه صلة مواليك وعبيدك، قال: فقال لي: يا مفضل إني لا أقبل ذلك، وما أقبله من حاجة بي إليه، وما أقبله إلا لتزكوا به، ثم قال: سمعت أبي يقول: من مضت له سنة لم يصلنا من ماله، قل أو كثر، لم ينظر الله إليه يوم القيامة، إلا أن يعفو الله عنه، ثم قال:
يا مفضل إنها فريضة فرضها الله على شيعتنا في كتابه إذ يقول: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " فنحن البر والتقوى وسبيل الهدى وباب التقوى، ولا يحجب دعاؤنا عن الله، اقتصروا على حلا لكم وحرامكم، فاسألوا عنه، وإياكم أن تسألوا أحدا من الفقهاء عما لا يعنيكم، وعما ستر الله عنكم (4).
وما تنفقوا من شئ: محبوب أو غيره، و " من " للبيان.
فإن الله به عليم: فيجازيكم بحسبه.

(١) البقرة: ٨٣، والنساء: ٣٦ والانعام: ١٥١، والاسراء: ٢٣.
(٢) قوله (فقال: الاحسان أن تحسن صحبتهما) بالتلطف وحسن العشرة والطلاقة والبشاشة والتواضع والترحم وغيرها مما يوجب سرورهما وانبساطهما. وإلحاق الأجداد والجدات بهما محتمل، وصرح به عياض من العامة، وقال بعضهم: إنهم أحفض منهما، لأنهم ليسوا بآباء وأمهات حقيقيين. وإن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه بل تبادر إلى قضاء حوائجهما قبل المسألة، لأنه تمام البر. " وإن كانا مستغنيين " قادرين على القيام بحاجاتهما. أليس يقول الله عز وجل: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " البر شامل لبر الوالدين، وبهذا الاعتبار وقع الاستشهاد به (شرح أصول الكافي للعلامة المازندراني: ج ٩ ص ١٨).
(٣) الكافي: ج ٢ ص ١٥٧ كتاب الايمان والكفر، باب البر بالوالدين، قطعة من ح ١.
(٤) تفسير العياشي: ج ١ ص ١٨٤ ح 85.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست