إبراهيم جميعا عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " وبالوالدين إحسانا " (1) ما هذا الاحسان؟
فقال: الاحسان أن تحسن صحبتهما (2)، وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه، وإن كانا مستغنيين، أليس الله (عز وجل) يقول: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " (3).
وفي تفسير العياشي: عن مفضل بن عمر قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ومعي شئ فوضعته بين يديه فقال: ما هذا؟ فقلت: هذه صلة مواليك وعبيدك، قال: فقال لي: يا مفضل إني لا أقبل ذلك، وما أقبله من حاجة بي إليه، وما أقبله إلا لتزكوا به، ثم قال: سمعت أبي يقول: من مضت له سنة لم يصلنا من ماله، قل أو كثر، لم ينظر الله إليه يوم القيامة، إلا أن يعفو الله عنه، ثم قال:
يا مفضل إنها فريضة فرضها الله على شيعتنا في كتابه إذ يقول: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " فنحن البر والتقوى وسبيل الهدى وباب التقوى، ولا يحجب دعاؤنا عن الله، اقتصروا على حلا لكم وحرامكم، فاسألوا عنه، وإياكم أن تسألوا أحدا من الفقهاء عما لا يعنيكم، وعما ستر الله عنكم (4).
وما تنفقوا من شئ: محبوب أو غيره، و " من " للبيان.
فإن الله به عليم: فيجازيكم بحسبه.