والله شهيد على ما تعملون: والحال أنه شهيد مطلع على أعمالكم واعتقاداتكم فيجازيكم عليها لا ينفعكم التحريف والاستسرار.
قل يأهل الكتب لم تصدون عن سبيل الله من آمن: تكرير الخطاب والاستفهام لزيادة التقريع ونفي العذر لهم، وللاشعار بأن كل واحد من الامرين مستقبح في نفسه، مستقل باستجلاب العذاب.
وسبيله، دينه الحق المأمور بسلوك، وهو الاسلام المرادف للايمان.
قيل: كانوا يفتنون المؤمنين ويحرشون بينهم حتى أتوا الأوس والخزرج فذكروهم ما بينهم في الجاهلية من التعادي والتحارب، ليعودوا لمثله، لمثله، ويحتالون لصدهم عنه (1).
تبغونها عوجا: حال من الواو. واللام في المفعول الأول محذوف، أي طالبين لسبيل الله اعوجاجا. أو " عوجا " تمييز من النسبة إلى المفعول، أي طالبين عوجها، بأن تلبسوا عن الناس توهموا أن فيه عوجا عن الحق، بمنع النسخ، وتغير صفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونحوهما، أو بأن تحرشوا بين المؤمنين، ليختلف كلمتهم ويختل أمر دينهم.
وأنتم شهداء: إنها سبيل الله والصد عنها ضلال وإضلال وأنتم عدول عند أهل ملتكم، يثقون بأقوالكم ويستشهدونكم في القضايا.
وما الله بغفل عما تعملون: وعيد لهم.
ولما كان المنكر في الآية الأولى، كفرهم، وهم يجهزون به، ختمها بقوله:
" والله شهيد ". وفي هذه الآية صدهم المؤمنين عن الاسلام، وكانوا يخفون ويحتالون فيه، قال: " وما الله بغافل عما تعملون ".
يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتب يردوكم بعد إيمنكم كافرين: