تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٥٤
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم (92)] لعدم قبول الفدية، فدخل الفاء فيه.
وأولئك هم الضالون: الثابتون على الضلال.
إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا: ملء الشئ، ما يملأه وذهبا " تميز. وقرئ بالرفع على البدل من " ملء الأرض " أو الخبر لمحذوف.
ولو افتدى به: معطوف على مضمر، أي فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا لو تقرب به في الدنيا، ولو افتدى به من العذاب في الآخرة، أو محمول على المعنى كأنه قيل: فلن يقبل من أحدهم فدية ولو افتدى بملء ء الأرض ذهبا.
قيل: ويحتمل أن يكون المراد، فلن يقبل من أحدهم إنفاقه في سبيل الله بملء ء الأرض ذهبا، ولو كان على وجه الافتداء من عذاب الآخرة من دون توقع ثواب آخر (1).
والأوجه آن يقال في تقديره: فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ملكه ولو افتدى به.
أولئك لهم عذاب أليم: مبالغة في التحذير، وإقناط، لان من لا يقبل منه الفداء ربما يعفى عنه تكرما.
وما لهم من نصرين: في دفع العذاب، ومن " من " مزيدة للاستغراق، وإيراد الجمع إما للتوزيع، أو للمبالغة.
لن تنالوا البر: أي لن تبلغوا حقيقة البر، وهو كمال الخير، أو البر المعهود،

(1) نقله في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 171 في تفسيره لقوله تعالى: " إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار " الآية.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست