تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٣٥
[ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتب وبما كنتم تدرسون (79)] وغرضه، خذله الله، أنه ليس في هذا رد لمذهب الأشاعرة.
وفيه: أنه لو كان فعل العبد فعل الله، لزم الكذب في قوله " وما هو من عند الله " لأنه على هذا التقدير كل مفترياتهم من عند الله ومن فعله، واختصاصهم بكونهم كاسبين له ومباشرين لاتصافه لا يمنع صدق كونه من عند الله عليه، وإن صحح إضافته إليهم.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قوله: فان منهم لفريقا يلون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله " قال: كان اليهود يقرؤن شئ ليس في التوراة ويقولون هو في التوراة فكذبهم (1).
ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون: تسجيل عليهم بالكذب على الله والتعمد فيه.
عن ابن عباس: هم اليهود الذين قدموا على كعب بن الأشرف، وغيروا التوراة، وكتبوا كتابا بدلوا فيه صفة النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم أخذت قريظة ما كتبوه فخلطوه بالكتاب الذي عندهم (2).
ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله: رد لعبدة عيسى.

(1) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 106.
(2) رواه في الكشاف: ج 1 ص 377 في تفسيره لقوله تعالى: " ويقولون هو من عند الله ".
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست