وفي مجمع البيان: قيل: إن أبا رافع القرظي والسيد النجراني قالا: يا محمد أتريد أن نعبدك ونتخذك ربا؟ فقال: معاذ الله أن يعبد غير الله، وأن نأمر بغير عبادة الله، فما بذلك بعثني، ولا بذلك أمرني، فنزلت (1).
وفي البيضاوي: وقيل: قال رجل: يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا بعضا، أفلا نسجد لك؟ قال: لا ينبغي أن يسجد لاحد من دون الله، ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله (2).
ولكن كونوا ربانيين: أي ولكن يقول ذلك.
والرباني منسوب إلى الرب بزيادة الألف والنون، كاللحياتي والرقباني، وهو الشديد المتمسك بدين الله وطاعته.
بما كنتم تعلمون الكتب وبما كنتم تدرسون: بسبب كونكم معلمين الكتاب، دارسين له، فإن فائدة التعليم والتعلم معرفة الحق والخير للاعتقاد والعمل.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو يعقوب " تعلمون " بالتخفيف، أي بسبب كونكم عالمين. وقرأ " تدرسون " من التدريس، وتدرسون من أدرس بمعنى درس، كأكرم وكرم. ويجوز أن تكون القراءة المشهورة أيضا بهذا المعنى على تقدير وبما تدرسونه على الناس.