تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٣٦
وفي مجمع البيان: قيل: إن أبا رافع القرظي والسيد النجراني قالا: يا محمد أتريد أن نعبدك ونتخذك ربا؟ فقال: معاذ الله أن يعبد غير الله، وأن نأمر بغير عبادة الله، فما بذلك بعثني، ولا بذلك أمرني، فنزلت (1).
وفي البيضاوي: وقيل: قال رجل: يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا بعضا، أفلا نسجد لك؟ قال: لا ينبغي أن يسجد لاحد من دون الله، ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله (2).
ولكن كونوا ربانيين: أي ولكن يقول ذلك.
والرباني منسوب إلى الرب بزيادة الألف والنون، كاللحياتي والرقباني، وهو الشديد المتمسك بدين الله وطاعته.
بما كنتم تعلمون الكتب وبما كنتم تدرسون: بسبب كونكم معلمين الكتاب، دارسين له، فإن فائدة التعليم والتعلم معرفة الحق والخير للاعتقاد والعمل.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو يعقوب " تعلمون " بالتخفيف، أي بسبب كونكم عالمين. وقرأ " تدرسون " من التدريس، وتدرسون من أدرس بمعنى درس، كأكرم وكرم. ويجوز أن تكون القراءة المشهورة أيضا بهذا المعنى على تقدير وبما تدرسونه على الناس.

(١) مجمع البيان: ج ٢ ص ٤٦٦ في نقله شأن نزول " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب " الآية. وفي تفسير الدر المنثور: ج ٢ ص ٢٥٠ أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: قال أبو رافع القرظي حين اجتمعت الاخبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ودعا هم إلى الاسلام: أتريد يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى بن مريم؟ فقال رجل من أهل نجران نصراني يقال له الرئيس: أو ذاك تريده منا يا محمد؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): معاذ الله.. أن نعبد غير الله، أو نأمر بعبادة غيره، ما بذلك بعثني، ولا بذلك أمرني، فأنزل الله في ذلك من قولهما. الآية.
(2) أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 168 في تفسيره لقوله تعالى: " كونوا عبادا لي ".
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست