تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٣٩
وقيل معناه: إنه تعالى أخذ الميثاق من النبيين وأممهم واستغنى بذكر هم عن ذكر الأمم (1).
وقيل: إضافة الميثاق إلى النبيين إضافة إلى الفاعل، والمعنى: وإذ أخذ الله الميثاق الذي واثقه الأنبياء على أممهم (2).
وقيل: المراد أولاد النبيين على حذف المضاف، وهم بنو إسرائيل، وسما هم نبيين تهكما، لأنهم كانوا يقولون: نحن أولى بالنبوة من محمد لأنا أهل الكتاب، والنبيون كانوا منا (3).
وفي تفسير العياشي: عن الباقر (عليه السلام): أنه طرح عنها لفظ الأمم (4).
وقال الصادق (عليه السلام): تقديره: وإذا أخذ الله ميثاق أمم النبيين بتصديق نبيها، والعمل بما جاء به وإنهم خالفوهم فيما بعد (5).
لما آتيتكم من كتاب وحكمة: اللام موطئة للقسم، لان أخذ الميثاق بمعنى الاستحلاف. و (ما) يحتمل الشرطية والخبرية.
وقرأ حمزة " لما " بالكسر على أن ما مصدرية، أي لأجل إيتائي إياكم بعض الكتاب والحكمة، ثم لمجئ رسول مصدق له أخذ الله الميثاق.
وقرئ لما بمعنى حين أتيتكم، أو لمن أجل ما أتيتكم، على أن أصله (لمن ما) بالادغام فحذفت إحدى الميمات الثلاث استثقالا.
وقرأ نافع " آتيناكم " بالنون بصيغة المتكلم مع الغير، فإن كان أخذ الميثاق على النبيين، فإيتاء الكتاب والحكمة إليهم أنفسهم، وإن كان على الأمم، فايتاؤهما إلى أنبيائهم، وهو الايتاء إليهم.
ثم جاء كم رسول مصدق لما معكم: وهو محمد (صلى الله عليه وآله)

(١) و (٢) و (٣) أورد الأقوال الثلاثة في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج ١ ص ١٦٩ في تفسيره لقوله تعالى: " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين " الآية.
(٤) تفسير العياشي: ج ١ ص ١٨٠ ح 73 والحديث طويل.
(5) مجمع البيان: ج 2 ص 468 في بيان معنى قوله تعالى: " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين " وتمامه " وما وقوا به وتركوا كثيرا من شريعته وحرفوا كثيرا منها ".
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست