تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٤٠
المصدق لما من الكتب السابقة، لكونه موصوفا بصفات ذكرت فيها لخاتم النبيين.
لتؤمنن به ولتنصرنه: جواب القسم، وساد مساد الشرط على تقدير، وأحدهما على تقدير أخرى، أي أخذ الميثاق على النبيين، أو على أممهم، أو عليهم وعلى أممهم، لتؤمنن بذلك الرسول ولتنصرنه، ونصرته (عليه السلام) من الأنبياء السابقة أن يخبروا أممهم بأن يؤمنوا به وبأوصيائه.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أول من سبق رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أن قال: ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الأنبياء له بالأمان وعلى ما ينصر أمير المؤمنين فقال: (وإذ أخذ ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاء كم رسول مصدق لما معكم) يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) " لتؤمنن به ولتنصرن " يعنى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) تخبروا أممكم بخبره وخبر وليه من الأئمة (عليهم السلام) (1).
وفي مجمع البيان: وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لم يبعث الله نبيا آدم ومن بعده إلا أخذ عليه العهد لئن بعث الله محمدا وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه وأمره أن يأخذ العهد بذلك على قومه (2) من جملة نصرته (عليه السلام) أن ينصر أمير المؤمنين (عليه السلام) في الرجعة.
وفي تفسير العياشي: عن حبيب السجستاني قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله تعالى " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاء كم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه " فكيف يؤمن موسى بعيسى وينصره ولم يدركه وكيف يؤمن عيسى بمحمد (صلى الله عليه وآله) وينصره ولم يدركه فقال يا حبيب إن القرآن قد طرح منه آي كثيرة ولم يزد فيه إلا حروف أخطأت بها الكتبة وتوهمها الرجال وهذا وهم فأقرأها " وإذا أخذ الله ميثاق النبيين

(1) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 246 و 247.
(2) مجمع البيان: ج 1 - 2 ص 468.
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست