[ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون (80)] وفي كتاب عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) في وجه دلائل الأئمة (عليهم السلام) والرد على الغلاة والمفوضة (لعنهم الله) في حديث طويل. وفيه فقال المأمون: يا أبا الحسن: بلغني أن قوما يغلون فيكم ويجاوزون عليكم الحد؟ فقال الرضا (عليه السلام): حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي: عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين ابن علي ابن أبي طالب (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
لا ترفعوني فوق حقي فإن الله تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا، قال الله تعالى: " ما كان لبشر " إلى آخر الآية، فقال علي (عليه السلام): يهلك في اثنان - ولا ذنب لي - محب مفرط ومبغض مفرط، وانا أبرأ إلى الله تعالى ممن يغلوا فينا فيرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى بن مريم من النصارى (1).
ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا: قرأ ابن عامر وحمزة وعاصم ويعقوب بفتح الراء، عطفا على " يقول " (لا) إما مزيدة لتأكيد معنى النفي في قوله: " ما كان لبشر " أي ما كان لبشر أن يستنبئه الله ثم يأمر الناس بعبادة نفسه، ويأمر باتخاذ الملائكة والنبيين أربابا، وغير مزيدة على معنى أنه ليس له أن يأمر بعبادته، ولا يأمر باتخاذ أكفائه أربابا، بل ينهى عنه.
والباقون بالرفع على الاستئناف، ويحتمل الحال بتقدير وهو يأمركم، أو لا يأمركم.
وقرأ أبو عمرو على أصله لرواية الدودي باختلاس الضم.