تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٤٦
كالكفرة فإنهم لا يقدرون أن يمتنعوا عما قضى عليهم.
وفي مجمع البيان: " طوعا وكرها " فيه أقوال: إلى قوله: وخامسها أن معناه أكره أقوام على الاسلام، وجاء أقوام طائعين وهو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " كرها " أي فرقا من السيف (1).
وإليه يرجعون: وقري بالياء على أن الضمير ل‍ (من).
وفي تفسير العياشي: عن عمار بن الأحوص، عن أبي عبد الله (عليهم السلام):
أن الله (تبارك وتعالى) خلق في مبدأ الخلق بحرين، أحدهما عذب فرات والآخر ملح أجاج، ثم خلق تربة آدم من البحر العذب الفرات، ثم أجراه على البحر الأجاج فجعله حمأ مسنونا، وهو خلق آدم، ثم قبض قبضة من كتف آدم الأيمن فذرأها في صلب آدم فقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، إلى قوله: فاحتج يومئذ أصحاب الشمال وهم ذر على خالقهم، فقالوا: يا ربنا بم أوجبت لنا النار وأنت الحكم العدل من قبل أن تحتج علينا وتبلونا بالرسل وتعلم طاعتنا لك ومعصيتنا؟ فقال الله (تبارك وتعالى) لمالك خازن النار: مر النار تشهق، ثم يخرج عنقا منها، فخرجت لهم، ثم قال الله لهم: " ادخلوها طائعين، فقالوا: لا ندخلها طائعين، قال: ادخلوها طائعين، أو لأعذبنكم بها كارهين، قالوا: إنما هربنا إليك منها وحاججناك فيها حيث أوجبتها علينا وصيرتنا من أصحاب الشمال، فكيف ندخلها طائعين، ولكن ابدأ أصحاب اليمين في دخولها كي يكون قد عدلت فينا وفيهم ". قال أبو عبد الله (عليه السلام): فأمر أصحاب اليمين وهم ذر بين يديه بقوله تعالى: " ادخلوا هذه النار طائعين " قال: فطفقوا يتبادرون في دخولها فولجوا فيها جميعا، فصيرها الله عليهم بردا وسلاما ثم أخرجهم منها، ثم إن الله (تبارك وتعالى) نادى في أصحاب اليمين أصحاب الشمال: ألست بربكم؟ قال أصحاب اليمين: بلى يا ربنا نحن بريتك وخلقك مقرنين طائعين، وقال أصحاب الشمال: بلى يا ربنا نحن بريتك وخلقك كارهين، وذلك قول الله تعالى " وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها

(1) مجمع البيان: ج 2 ص 470 في بيان المعنى لقوله تعالى: " طوعا وكرها ".
على إحدى القراءات والمشهور قراءتها بالياء (.. يرجعون).
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست