وأن يتلقى الأرض بكفيه، وذلك ما صرح به الحديث الصحيح، وبذلك يتفق شطره الأول مع شطره الثاني خلافا لمن ظن أن فيه انقلابا واحتج على ذلك بهذا الحديث الواهي الباطل وبغير ذلك مما لا يحسن التعرض له في هذا المكان فراجع تعليقتنا على (صفة صلاة النبي (صلى الله عليه وسلم) (ص 100 - 101).
(فائدة) ثبت مما تقدم أن السنة الصحيحة في الهوي إلى السجود أن يضع يديه قبل ركبتيه، وهو قول مالك والأوزاعي وأصحاب الحديث كما نقله ابن القيم في (الزاد) والحافظ في (الفتح) وغيرهما وعن أحمد نحوه كما في (التحقيق) (ق 108 / 2) لابن الجوزي.
358 - (حديث أبي حميد في صفة صلاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فيه:
(وإذا سجد فرج بين فخذيه غير حامل بطنه على شئ من فخذيه) ص 93.
ضعيف بهذا السياق. وقد تقدم تخريجه (305، 309) لكن ليس فيه هذا، وإنما هو في رواية لأبي داود (735) من طريق بقية حدثني عتبة حدثني عبد الله بن عيسى عن العباس بن سهل الساعدي عن أبي حميد به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، علته عتبة هذا وهو ابن أبي حكيم الهمداني قال في (القريب): (صدوق يخطئ كثيرا).
ثم وجدت الحافظ ابن حجر قد ذكر في (الفتح) (2 / 254) أن رواية عتبة أخرجها ابن حبان، وأن هذا القدر منها ورد في رواية عيسى يعني ابن عبد الله مالك، وكان قد عزى هذه الرواية قبل صفحة لأبي داود وغيره، وهي عند أبي داود (733) لكن ليس فيها القدر الذي رواه عتبة. فالظاهر إنها عند غير أبي داود فإذا ثبت ذلك فالحديث حسن على أقل الأحوال. والله أعلم.
359 - (حديث ابن بحينة: كان (صلى الله عليه وسلم) إذا سجد يجنح في سجوده حتى يرى وضح إبطيه) متفق عليه) ص 93.