الغصنين إنما هي علامة لمدة الترفيه عنهما وليست سببا، وبذلك يظهر بدعية ما يصنعه كثير من الناس في بلادنا الشامية وغيرها من وضع الآس والزهور على القبور عند زيارتها، الأمر الذي لم يكن عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا أصحابه من بعده على ما في ذلك من الاسراف وإضاعة المال. والله المستعان.
284 - (حديث أبي سعيد رضي الله عنه: " بينما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره فخلع الناس نعالهم فلما قضى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاته قال: ما حملكم على إلقائكم نعالكم؟ قالوا رأيناك ألقيت نعلك فألقينا نعالنا قال: " إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا ". رواه أبو داود) ص 76.
صحيح. أخرجه أبو داود (650) وعنه البيهقي (2 / 431) والدارمي (1 / 320) والطحاوي (1 / 294) والحاكم (1 / 260) والبيهقي أيضا (2 / 402، 431) وأحمد (3 / 20، 92) من طرق عن حماد عن أبي نعامة السعدي عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري به. وزاد في آخره:
" وقال: إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذرا أو أذى فليمسحه وليصل فيهما ".
وكذلك أخرجه الطيالسي في مسنده (2154) حدثنا حماد بن سلمة به.
وقال الحاكم:
" صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي. وقال النووي في " المجموع " (2 / 179، 3 / 132، 156):
" إسناده صحيح ".
وقد أعل الحديث بالارسال وليس بشئ، وقد رجح أبو حاتم في " العلل " (رقم 330) هذا الموصول، وقد ذكرت كلامه في ذلك في " صحيح أبي داود " رقم (657).