قلت: وفي هذا التخريج تسامح كبير، فإن حديث أبي جحيفة عند غير الترمذي ليس فيه جعل الأصبعين في الأذنين كما تقدمت الإشارة إلى ذلك في الحديث السابق.
والحديث رواه ابن عدي في " الكامل " (ق 235 / 1) من طريقين والبيهقي (1 / 396) عن هشام بن عمار به (1)، وخالفه يعقوب حميد بن كاسب فقال: نا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد عن عبد الله بن محمد وعمر وعمار ابني حفص عن آبائهم عن أجدادهم عن بلال أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
" إذا أذنت فأجعل إصبعيك في أذنيك فإنه أرفع لصوتك ".
أخرجه الطبراني (1 / 54 / 1) والبيهقي.
ويعقوب هذا فيه ضعف من قبل حفظه فإن كان حفظه فالسند ضعيف أيضا لأن مداره على عبد الرحمن بن سعد وقد عرفت ضعفه.
232 - (مستقبلا القبلة لفعل مؤذنيه (صلى الله عليه وسلم). ص 66.
ضعيف ولا أعرف فيه إلا حديث سعد القرظ أن بلالا كان إذا كبر بالأذان استقبل القبلة " ثم يقول: الله أكبر، الله أكبر.
أخرجه الحاكم وابن عدي والطبراني في " الصغير " بسند ضعيف كذلك رواه في " الكبير " ويأتي لفظه بتمامه بعد حديث.
لكن الحكم صحيح، فقد ثبت استقبال القبلة في الأذان من الملك الذي رآه.
عبد الله بن زيد الأنصاري في المنام لما سيأتي بيانه برقم (246 وقد قال إسحاق ابن راهويه في مسنده: ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: جاء عبد الله بن زيد فقال: يا رسول الله إني رأيت رجلا نزل من السماء فقام على جذم حائط، فاستقبل القبلة. فذكر الحديث (2).