ذي الحجة نصب الله تعالى فيه عليا إماما للأنام وقال في المنتهى وهو يوم قتل عثمان بن عفان وبايع المهاجرون والأنصار عليا (عليه السلام) طايعين مختارين ما خلا أربعة أنفس منهم عبد الله بن عمر ومحمد بن مسلم وسعد بن أبي وقاص وأسامة بن زيد وفي هذا اليوم فلح موسى بن عمران (عليه السلام) على السحرة وأخزى الله تعالى فرعون وجنوده وفيه نجى الله تعالى إبراهيم من النار وفيه نصب موسى (عليه السلام) وصيه يوشع بن نون ونطق بفضله على رؤس الاشهاد كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله بعلي (عليه السلام) وفيه أظهر عيسى (عليه السلام) وصيه شمعون الصفا وفيه أشهد سليمان بن داود (عليه السلام) ساير رعيته على استخلاف أصف وصيته وصوم يوم الدحو دحو الأرض بمعنى بسطها من تحت الكعبة المشرفة وهو الخامس والعشرون من ذي القعدة وتأكد استحباب صوم هذه الأيام الأربعة في السنة لأنها أيام شريفة أنعم الله تعالى فيها بأعظم البركات فاستحب شكره بالصوم فيها وروى الشيخ في التهذيب عن أبي إسحاق بن عبد الله العربي العريضي قال وجد في صدري ما الأيام التي تصام فقصدت مولانا أبا الحسن علي بن محمد (عليهما السلام) وهو بصريا ولم أبد ذلك لاحد من خلق الله فدخلت عليه فلما بصرني قال صلوات الله عليه يا إسحاق جئت تسئلني عن الأيام التي تصام فيهن وهي أربعة أولهن يوم السابع والعشرين من رجب يوم بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وآله إلى خلقه رحمة للعالمين ويوم مولده صلى الله عليه وآله وهو السابع عشر من شهر ربيع الأول ويوم الخامس والعشرين من ذي القعدة فيه دحيت الكعبة ويوم الغدير فيه أقام رسول الله صلى الله عليه وآله أخاه عليا (عليه السلام) علما للناس وإماما من بعده قلت صدقت جعلت فداك لذلك قصدت أشهد إنك حجة الله على خلقه وجد في صدري على المجهول وفي بعض النسخ وحك بالعاطفة وصيغة الماضي المضعف أي خالج وصريا موضع قرب المدينة وروى في الكافي والفقيه والتهذيب عن الحسن بن راشد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين قال نعم يا حسن أعظمهما وأشرفهما قال قلت وأي يوم هو قال هو يوم نصب أمير المؤمنين (عليه السلام) فيه علما للناس فقلت جعلت فداك وما ينبغي لنا أن نصنع فيه قال تصومه يا حسن وتكثر فيه الصلاة على محمد صلى الله عليه وآله وتبرء إلى الله تعالى ممن قاتلهم وإن الأنبياء كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا قال قلت فما لمن صامه قال صيام ستين شهر أو لا تدع صيام سبعة وعشرين من رجب فإنه اليوم الذي نزلت فيه النبوة على محمد صلى الله عليه وآله وثوابه مثل ستين شهرا لكم وروى في الكافي والتهذيب عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين في سبعة وعشرين من رجب ومن صام ذلك اليوم كتب الله عز وجل له صيام ستين شهرا وفي خمسة وعشرين من ذي القعدة وضع الله البيت وهو أول رحمة وضعت على وجه الأرض وجعله الله عز وجل مثابة للناس وأمنا فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا وفي أول يوم من ذي الحجة ولد إبراهيم خليل الرحمن (عليه السلام) فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا مثابة اي مرجعا يرجع إليه الناس أو موضع ثواب يثابون بحجة واعتماده وأمنا أي موضع أمن لا يتعرض لأهله أو يأمن حاجه من عذاب الآخرة أولا يؤاخذ الجاني الملتجئ إليه حتى يخرج وروى فيهما عن محمد بن عبد الله الصيقل قال خرج علينا أبو الحسن يعني الرضا (عليه السلام) بمرو في يوم خمسة وعشرين من ذي القعدة فقال صوموا فإني أصبحت صائما قلنا جعلنا فداك أي يوم هو قال يوم نشرت فيه الرحمة ودحيت فيه الأرض ونصبت فيه الكعبة وهبط فيه أدم (عليه السلام) وروى في الفقيه عن الحسن بن علي الوشا في الصحيح قال كنت مع أبي وأنا غلام تعشينا عند الرضا (عليه السلام) ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة فقال له ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم (عليه السلام) وولد فيها عيسى بن مريم (عليهما السلام) وفيها دحيت الأرض من تحت الكعبة فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين شهرا أقول وهذا ينافي ما سبق واشتهر إن في أول يوم من ذي الحجة ولد إبراهيم خليل الرحمن (عليه السلام) ويمكن حمله على النسئ أو على قرار النطفة أو على إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وقال صاحب المدارك بعد إيراد هذا الخبر ومقتضى ذلك عد الشهور قبل الدحو واستشكله جدي جدي طاب ثراه في فوايد القواعد بما علم من أنه تعالى خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وإن المراد من اليوم دوران الشمس في فلكها دوره واحدة وهو يقتضي عدم خلق السماوات قبل ذلك ولا يمكن عد الأشهر في تلك المدة ويمكن دفعه بأن الكتاب العزيز ناطق بتأخر الدحو عن خلق السماء والأرض والليل والنهار حيث قال عز وجل أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها وعلى هذا فيمكن تحقق الأهلة وعد الأيام قبل ذلك وروى فيه عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال صوم يوم غدير خم كفارة ستين سنة وقال الصدوق رحمه الله بعد ذلك وأما خبر صلاة يوم غدير خم والثواب المذكور فيه لمن صامه فإن شيخنا محمد بن الحسن الوليد كان لا يصححه ويقول أنه من طريق محمد بن موسى الهمداني وكان غير ثقة وكما لم يصححه ذلك الشيخ ولم يحكم بصحته من الاخبار فهو عندنا متروك غير صحيح أقول والخبر هو ما ذكره الشيخ في التهذيب بسند فيه محمد بن موسى الهمداني عن علي بن حسين العبدي قال سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا لو عاش إنسان ثم صام ما عمرت الدنيا وكان له ثواب ذلك وصيامه يعدل عند الله عز وجل في كل عام مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبلات إلى آخره وصوم أيام البيض بحذف الموصوف
(٤٥١)