وسئل عن حدثنا وأخبرنا وأنبأنا فقال حدثنا أحسن شئ في هذا وأخبرنا دون حدثنا وأنبأنا مثل أخبرنا وقد قال بعض أهل العلم بالعربية هذه الألفاظ الثلاثة بمنزلة واحدة في المعنى وقال غيره حدثنا ونبأنا ادخل إلى السلامة من التدليس من أخبرنا وإنما استعمل من استعمل أخبرنا ورعا ونزاهة لأمانتهم فلم يجعلوها للينها بمنزلة حدثنا ونبأنا وان كانت نبأنا تحتمل ما تحتمله حدثنا وأخبرنا وبالجملة فان النية هي الفارقة بين ذلك على الحقيقة وكان شيخنا أبو بكر البرقاني يقول فيما رواه لنا عن أبي القاسم عبد الله بن إبراهيم الجرجاني المعروف بالأبندوني سمعت ولا يقول حدثنا ولا أخبرنا فسألته عن ذلك فقال كان الأبندوني عسرا في الرواية جدا مع ثقته وصلاحه وزهده وكنت أمضي مع أبي منصور بن الكرجي إليه فيدخل أبو منصور عليه وأجلس أنا بحيث لا يراني الأبندوني ولا يعلم بحضوري فيقرأ هو الحديث على أبي منصور وأنا أسمع فلهذا أقول فيما أرويه عنه سمعت ولا أقول ثنا ولا أخبرنا فان قصده كان الرواية لأبي منصور وحده حدثني العلاء بن حزم الأندلسي قال أنا محمد بن الحسين بن بقال الهمذاني قال أنا جدي عبد الغني بن سعيد الأزدي قال ثنا أبو الطاهر هو القاضي الذهلي
(٣٢٤)