فأما إذ أنكرتموها ورددتموها على فقد رجعت عنها فقال لا يكون صدوقا ابدا إنما ذلك الرجل يشتبه له الحديث الشاذ والشئ فيرجع عنه فأما الأحاديث المنكرة التي لا تشتبه لاحد فلا فقلت ليحيى ما يبرئه قال يخرج كتابا عتيقا فيه هذه الأحاديث فإذا أخرجها في كتاب عتيق فهو صدوق فيكون شبه له فيها وأخطأ كما يخطئ الناس فيرجع عنها قلت فان قال قد ذهب الأصل وهي في النسخ قال لا يقبل ذلك منه قلت له فان قال هي عندي في نسخة عتيقة وليس أجدها فقال هو كذاب ابدا حتى يجئ بكتابه العتيق ثم قال هذا دين يحل فيه غير هذا فصل ومما يستدل به على كذب المحدث في روايته عمن ليدرك معرفة تاريخ موت المروي عنه ومولد الراوي كما أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني العباس بن الوليد بن صبح قال حدثني يحيى بن صالح قال حدثنا عفير بن معدان الكلاعي قال قدم علينا عمر بن موسى حمص فاجتمعنا إليه في المسجد فجعل يقول حدثنا شيخكم الصالح فلما أكثر قلت له أي سنة لقيته قال لقيته سنة ثمان ومائة قلت فأين لقيته قال لقيته في غزاة أرمينية قال فقلت له اتق الله يا شيخ ولا تكذب مات خالد بن معدان سنة أربع ومائة وأنت تزعم انك لقيته بعد موته بأربع سنين وأزيدك أخرى انه لم يغز أرمينية قط كان يغزو الروم أنبأ أبو سعيد الماليني قال انا عبد الله بن عدي الجرجاني قال ثنا عبد الوهاب بن عصام بن الحكم قال ثنا إبراهيم بن الجنيد قال ثنا موسى بن حميد قال ثنا أبو عمر الخرساني قال قال سفيان الثوري لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ أو كما قال أبو عمر
(١٤٧)