قلت وقد اختلف أهل العلم في رواية الأحاديث على المعاني فرأى بعضهم انه لا يجوز مخالفة الألفاظ ولا تقديم بعض الكلام على بعض وإن كان المعنى في الجميع واحدا ولا الزيادة ولا النقصان في شئ من الحروف ومنهم من رأى أن ذلك واجب في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاصة وأما غيره فليس بواجب فيه ومنهم من قال يجوز جميع ما ذكرناه وإن كان في لفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أصيب المعنى ونحن نذكر الروايات عمن حفظت عنهم على اختلافهم في ذلك أن شاء الله تعالى باب ما جاء في رواية الحديث على اللفظ ومن رأى ذلك واجبا أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال انا إسماعيل بن محمد الصفار قال ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين قال ثنا أبو غسان عن زهير قال سمعت محمد بن سوقة يذكر عن أبي جعفر محمد بن علي قال لم يكن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد إذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزيد فيه ولا ينقص ولا ولا مثل عبد الله بن عمر في أصل بن بشران من مكان مثل حدثني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا محمد بن أبي عبد الرحمن المقرى قال ثنا سفيان عن عمرو عن محمد بن علي قال كان بن عمر إذا سمع الحديث لم يزد فيه ولم ينقص منه ولم يجاوزه ولم يقصر عنه هكذا قال وقد رواه غير واحد عن سفيان بن عيينة عن محمد بن سوقة عن محمد بن علي أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرى قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا معاذ بن المثنى قال ثنا مسدد قال ثنا يحيى عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قلنا لزيد بن أرقم يا أبا عمرو ألا تحدثنا فقال قد كبرنا ونسينا والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد
(٢٠٥)