السراج قال سألت يحيى بن عبد الله بن بكير يحدثنا بحديث فأبى فقال له جعفر بن عبد الواحد وكان إلى جانبه يا أبا زكريا أنه حديث حسن فقال إن كان حسنا فستقرؤه فقال يا أبا زكريا اني أحب ان أسمعه منك فقال والله والله ولا أعلمه الا قال ثلاثا لقراءتك علي أثبت عندي من قراءتي عليك وعند من تعلمت منه أعني مالك بن أنس والليث بن سعد وابن لهيعة والعلة التي احتج بها من اختار القراءة على المحدث على السماع من لفظه ظاهرة لان الراوي ربما سها وغلط فيما يقرؤه بنفسه فلا يرد عليه السامع إما أنه ليس من أهل المعرفة بذلك الشأن أو لان الغلط صادف موضع اختلاف بين أهل العلم فيه فيتوهم ذلك الغلط مذهبه فيحمله عنه على وجه الصواب أو لهيبة الراوي وجلالته فيكون ذلك مانعا من الرد عليه وأما إذا قرئ على المحدث وهو فارغ السر حاضر الذهن فمضى في القراءة غلط فإنه يرده بنفسه أو يرده على القارئ بعض الحاضرين من أهل العلم لأنه لا يمنع من ذلك شئ في معنى الخلال التي ذكرناها عند قراءة العالم بنفسه والله أعلم قرأت على أبي بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال أنا محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت الجوهري يعني حاتم بن الليث يقول سمعت أبا الوليد وقرأ عليه رجل فقال له تظن أنك خففت عني لو قرأت انا كان أحب إلي انك لتقرؤه وإني لأتحفظ ما تقرأ لئلا يسقط علي شئ قراءتك علي أشد من قراءتي عليك أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال ثنا الحسن بن علي قراءة قال ثنا أبو الدرداء الخراساني قال قال أبو الوليد إذا قرئ علي كان أصح وذلك أني أجعل نهمتي فيه وقلبي فيه وإذا قرأت لم أفهم ما أقرؤه أو كلمة غيره
(٣١٣)