باب القول فيمن سمع من بعض الشيوخ أحاديث لم يحفظها ثم وجد الله تبارك وتعالى أصل المحدث بها ولم يكتب فيه سماعه أو وجد نسخة كتبت عن الشيخ تسكن نفسه إلى صحتها هل يجوز له الرواية منها عامة أصحاب الحديث يمنعون من ذلك وقد جاء عن أيوب السختياني ومحمد بن بكر البرساني الترخص فيه أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال قال سليمان بن حرب قال حماد قرأ جرير بن حازم على أيوب كتابا لأبي قلابة وقال قد سمعت هذا كله من أبي قلابة وفيه ما أحفظه وفيه ما لا أحفظه قال وكان حماد ربما حدثنا بالشئ فيقول هذا مما في الكتاب أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال أنا محمد بن عدي بن زحر البصري في كتابه قال ثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سمعت أبا داود يقول أخذ اللصوص كتب محمد بن بكر البرساني فنسخها من كتب محمد بن عمرو بن جبلة والذي يوجبه النظر أنه متى عرف أن الأحاديث التي تضمنتها النسخة هي التي سمعها من الشيخ جاز له أن يرويها إذا سكنت نفسه إلى صحة النقل بها والسلامة من دخول الوهم فيها والله أعلم باب كراهة الرواية من كتاب الطالب إذا لم يحضر الأصل أخبرنا بشرى بن عبد الله الفاتني قال أنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا محمد بن جعفر الراشدي قال ثنا أبو بكر الأثرم قال قلت لأبي عبد الله ما تقول في الرجل يأخذ الأحاديث من كتاب الرجل المحدث فيصححها ثم يجئ بها فيدفعها إليه فيقرؤها المحدث عليه وهو يعلم أنه لا يحفظها فقال ينبغي للناس أن يتوقوا
(٢٩٣)