أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال قال لنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل حدثنا وأخبرنا وحدثني وأخبرني كله عندي سواء باب القول في العبارة بالرواية عما سمع من المحدث قراءة عليه حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضي أبي بكر محمد بن الطيب قال اختلف الناس في قارئ الحديث على الشيخ إذا أقر له به أو سكت عنه سكوتا يقوم مقام اقراره به هل يجوز أن يقول سمعت فلانا يحدث بكذا أو حدثني فلان بكذا أم لا يسوغ له ذلك فقال بعضهم يجوز له بغير تقييد وقال آخرون لا يجوز أن يقول سمعت فلانا ولا حدثني ولا أخبرني وهذا هو الصحيح لان ظاهر قوله سمعت يفيد أن المحدث نطق به وان القائل سمعته يحكي لفظه وذلك باطل وأخبار بالكذب وكذلك ظاهر قوله حدثنا وأخبرنا لان ظاهر ذلك يفيد أنه نطق وتحدث بما أخبر به وذلك ما لا أصل له وليس ببعيد عندنا جواز ذلك لمن علم حاله أنه لا يقصد إيهام سماع لفظه واخباره وحديثه من لفظه وانه إنما يستعمل ذلك على معنى انه قرئ عليه وهو يسمع وانه أقر به أو سكت عنه سكوت مقر به إذا كان ثقة عدلا لا يقصد التمويه والالباس فأما ان عرف بقصد ذلك لم يقبل حديثه ولم يسغ له ذلك فان قيل فكيف يجب أن يقول قارئ الحديث إذا أراد أن يحدث به عمن قرأ عليه قيل يجب أن يكون حدثنا وأخبرنا قراءة عليه ليرفع بذلك الايهام لسماعه منه بلفظه وهذا الذي ذكر القاضي وجوبه هو مذهب خلق كثير من أصحاب الحديث
(٣٣٣)