بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آهل وصحبه أجمعين أما بعد، فإن للسنة النبوية المطهرة، منزلتها في الدين، ومكانتها في التشريع الاسلامي، فهي المصدر الثاني بعد كتاب الله تعالى، وهي الشارحة للقرآن الكريم المفسرة لمبهمه، والمفصلة لمجمله، والمقيدة لمطلقة، والمخصصة لعامة، والموضحة لأحكامه، كما أنها أتت بأحكام لم يرد في القرآن الكريم نص عليها، وكانت بهذا مطبقة ومتممة لما في كتاب الله تعالى، وكانت مرتبتها بعده.
وإن جميع ما جاءت به السنة النبوية على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يتبع فيه، ما يوحي إليه، قال الله تعالى:
(قل لا أقول لكم عندي خزائن الله، ولا أعلم الغيب، ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلى) (1).
ولهذا جعل الله تعالى طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم طاعة له، وأوجب على المسلمين اتباع بيانه فيما يأمر وينهي قال تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع .