بالوهم والغلط في رواية الحفاظ المتقنين وأما ما قيل من أن ساعات أيام عمر آدم كانت أطول من زمان داود فموقوف على صحة النقل وإلا فبظاهره يأباه العقل كما حقق في دوران الفلك عند أهل الفضل انتهى كلام القاري بلفظه ثم قال والحديث السابق يعني الذي في تفسير سورة الأعراف أرجح وكذا أوفق لسائر الأحاديث الواردة كما في الدر المنثور والجام الكبير للسيوطي رحمه الله تعالى قلت كل ما ذكره القاري من وجوه الجمع مخدوش إلا الوجه الأخير وهو أن الحديث الذي في تفسير سوره الأعراف رجح من الحديث الذي في آخر كتاب التفسير فهو المعتمد ووجه كون الأول أرجح من الثاني ظاهر من كلام الترمذي فإنه قال بعد رواية الأول هذا حديث حسن صحيح وقال بعد رواية الثاني هذا حديث حسن غريب وأيضا في سند الثاني سعيد بن أبي سعيد المقبري وكان قد تغير قبل موته بأربع سنين هذا ما عندي والله تعالى أعلم قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره قوله (عن عمر بن إبراهيم) العبدي البصري صاحب الهروي صدوق في حديثه عن قتادة ضعف من السادسة كذا في التقريب وقال في تهذيب التهذيب قال أحمد وهو يروي عن قتادة أحاديث مناكير يخالف وقال ابن عدي يروي عن قتادة أشياء لا يوافق عليها وحديثه خاصة عن قتادة مضطرب انتهى قوله (طاف بها إبليس) أي جاءها (وكان لا يعيش لها ولد) من العيش وهو الحياة أي لا يحيى لها ولد ولا يبقى بل كان يموت (فقال) أي إبليس (سميه عبد الحارث) قال كثير من المفسرين إنه جاء إبليس إلى حواء وقال لها إن ولدت ولدا فسميه باسمي فقالت ما اسمك قال الحارث ولو سمى لها نفسه لعرفته فسمته عبد الحارث فكان هذا شركا في التسمية ولم يكن شركا في العبادة وقد روي هذا بطريق وألفاظ عن جماعة من الصحابة ومن بعدهم كذا في
(٣٦٥)