وبالعكس لقوله عليه السلام بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبي للغرباء من أمتي يريد المنفردين عن أهل زمانهم إذا تقرر ذلك فنقول الإنفاق في أول الاسلام أفضل لقوله عليه السلام لخالد بن الوليد رضي الله عنه لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه أي مد الحنطة والسبب فيه أن تلك النفقة أثمرت في فتح الاسلام وإعلاء كلمة الله ما لا يثمر غيرها وكذلك الجهاد بالنفوس لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين لقلة عدد المتقدمين وقلة أنصارهم فكان جهادهم أفضل ولأن بذل النفس مع النصرة ورجاء الحياة ليس كبذلها مع عدمها ولذلك قال عليه السلام يكون القابض على دينه كالقابض على الجمر لا يستطيع دوام ذلك لمزيد المشقة فكذلك المتأخر في حفظ دينه وأما المتقدمون فليسوا كذلك لكثرة المعين وعدم المنكر فعلى هذا يترك الحديث انتهى كذا في مرقاة الصعود قوله (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه أبو داود وابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان قوله (عن أبي النضر) اسمه محمد بن السائب بن بشر الكلبي الكوفي النسابة المفسر متهم بالكذب ورمي بالرفض من السادسة (عن باذان) قال في التقريب باذام بالذال المعجمة ويقال اخره نون أبو صالح مولى أم هانئ ضعيف مدلس من الثالثة (عن تميم الداري) صحابي مشهور قوله (قال برئ الناس منها) أي من هذه الآية (غيري وغير عدي بن بداء) بفتح الموحدة وتشديد المهملة مع المد ووقع عند الواقد ي أن عدي بن بداء كان أخا تميم الداري فإن ثبت فلعله أخوه لأمه أو من الرضاعة لكن في تفسير مقاتل بن حيان أن رحلين نصرانيين من أهل دارين أحدهما تميم والاخر يماني قاله الحافظ (يختلفان إلى الشام) أي يترددان إليه للتجارة (يقال له
(٣٣٨)