يعني لا يترك أمرا من أمورنا إلا مقرونا بالمخالفة كقوله (لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها (فجاء عباد بن بشر) من بني عبد الأشهل من الأنصار أسلم بالمدينة على يد مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها ووقع في بعض النسخ عباد بن بشير وهو غلط (وأسيد بن حضير) بالتصغير فيهما أنصاري أوسي أسلم قبل سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير أيضا وكان ممن شهد العقبة الثانية وشهد بدرا وما بعدها من المشاهد (أفلا ننكحهن في المحيض) أي أفلا نباشرهن بالوطء في الفرج أيضا لكي تحصل المخالفة التامة معهم (فتمعر وجه رسول الله) أي تغير لأن تحصيل المخالفة بارتكاب المعصية لا يجوز قال الخطابي معناه تغير والأصل في التمعر قلة النضارة وعدم إشراق اللون ومنه مكان معر وهو الجدب الذي ليس فيه خصب انتهى قال محشي النسخة الأحمدية ما لفظه ووقع في رواية مسلم أفلا نجامعهن كما هو في المشكاة أيضا مكان أفلا ننكحهن وفسره القاري في المرقاة والشيخ عبد الحق الدهلوي في اللمعات أفلا نجامعهن في البيوت وفي الأكل والشرب لمرافقتهم أو خوف ترتب الضرر الذي يذكرونه انتهى مجموع عبارتهما ولا يخفى أن قوله أفلا ننكحهن كما وقع في هذا الكتاب وكذا في سنن أبي داود يرد توجيه الشارحين في شرحي المشكاة ثم رأيت شرح مسلم للنووي وشرح المشكاة للطيبي وحاشية السيد فلم أجد أحدا منهم متصديا لبيانه انتهى قلت الأمر كما قال المحشي (حتى ظننا) أي نحن ووقع في بعض النسخ ظنا أي هما قال الخطابي يريد علمنا فالظن الأول حسبان والاخر علم ويقين والعرب تجعل الظن مرة حسبانا ومرة علما ويقينا وذلك لاتصال طرفيهما فمبدأ العلم ظن وآخره علم ويقين قال الله عز وجل الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم معناه يوقنون (فاستقبلتهما هدية من لبن) أي استقبل الرجلين شخص معه هدية يهديها إلى رسول الله والإسناد مجازي (في أثرهما) بفتحتين أي عقبهما (فعلمنا أنه لم يغضب عليهما) أي لم يغضب غضبا شديدا باقيا بل زال غضبه سريعا قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة
(٢٥٦)