أرسلوا في أزمنة مختلفة بل على أن كلا منهم خوطب به في زمان ويمكن أن يكون هذا النداء يوم الميثاق لخصوص الأنبياء (وذكر) أي النبي (الرجل) بالنصب على المفعولية (يطيل السفر) أي في وجوه الطاعات كحج وزيارة مستحبة وصلة رحم وغير ذلك قاله النووي أشعث أغبر حالان متداخلان أو مترادفان وكذا قوله يمد يده وفي رواية مسلم يديه بالتثنية أي مادا يديه رافعا بهما يا رب يا رب أي قائلا يا رب يا رب ومطعمه حرام مصدر ميمي بمعنى مفعول أي مطعومه حرام والجملة حال أيضا وكذا قوله ومشربه حرام وملبسه حرام أي مشروبه حرام وملبوسه حرام وغذي بضم الغين وتخفيف الذال المعجمة المكسورة بالحرام أي ربي بالحرام قال الأشرف ذكر قوله وغذي بالحرام بعد قوله ومطعمه حرام إما لأنه لا يلزم من كون المطعم حراما التغذية به وإما تنبيها به على استواء حاليه أعني كونه منفقا في حال كبره ومنفقا عليه في حال صغره في وصول الحرام إلى باطنه فأشار بقوله مطعمه حرام إلى حال كبره وبقوله وغذي بالحرام إلى حال صغره وهذا دال على أن لا ترتيب في الواو قال القاري وذهب المظهر إلى الوجه الثاني ورجح الطيبي رحمه الله الوجه الأول ولا منع من الجمع فيكون إشارة إلى أن عدم إجابة الدعوة إنما هو لكونه مصرا على تلبس الحرام انتهى فأنى يستجاب لذلك أي من أين يستجاب لمن هذه صفته وكيف يستجاب له وفي الحديث الحث على الإنفاق من الحلال والنهي عن الإنفاق من غيره وفيه أن المشروب والمأكول والملبوس ونحوها ينبغي أن يكون حلالا خالصا لا شبهة فيه وأن من أراد الدعاء كان أولى بالاعتناء بذلك من غيره قوله (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه مسلم قوله (أحزنتنا) جواب لما أي جعلتنا محزونين (قال قلنا) أي قال على قلنا معشر الصحابة
(٢٦٧)